هو البيت الواحد في هذا العالم المستحق لهذه الصفة ، فإذا قيل (البيت) فقد عرّف وحدّد كما قيل عن الكعبة (بيت الله) فسميت بالبيت والبيت الحرام.
وأهل هذا البيت الجليل هم الخمسة الذين ضمهم الكساء وعلى رأسهم صاحب البيت محمّد رسول الله.
ومن هنا فقد جاءت آية التطهير بمثابة الجملة الاعتراضية ، لتبيّن الفوارق بين القسمين من أسرة النبيّ لئلا يتوهم أحد أن جميع أفراد الأسرة على نسيج واحد وشاكلة واحدة ، فلم يتوجه خطاب الوعد والوعيد والتحذير من السقوط في مهاوي الدنيا وما إلى ذلك إليهم جميعا ، بل لقسم واحد منهم وهو (نساء النبيّ) ، وأما القسم الآخر فقد اصطفاهم الله تعالى وأكرمهم بإذهابه الرجس عنهم وتطهيرهم تطهيرا.
والحق أن يقال : إن هذه التأويلات وإن كانت حقا لا نزيغ عنه إلا أنها ليست إلا مجرد دفاع عن وحدة السياق الذي نقطع بعدم حجيته ـ كما قطع بذلك من تأوّل هذه التأويلات ـ ما دامت الآية الشريفة تتناول عصمة جماعة معينين سواء اخترنا الوجه الأول والثاني أم لا ، وهؤلاء الذين تقصدهم الآية هم أهل الكساء الذي حرص النبيّ الأعظم على عدم مشاركة الغير لهم فيها واتخاذه الاحتياطات بإدخالهم تحت الكساء ليقطع بها الطريق على كل مدّع ومتقول ، ثم تأكيده هذا المعنى خلال تسعة أشهر في كل يوم خمس مرات يقف فيها على باب أمير المؤمنين عليّ والصدّيقة الشهيدة فاطمة البتول عليهماالسلام ، كل ذلك مما يوجب القطع بأن للآية شأنا يتجاوز المناحي العاطفية ، وهو مما يتنزه عنه مقام النبوة لأمر يتصل بصميم التشريع من إثبات العصمة لهم ، وما يلازم ذلك من لزوم الرجوع إليهم والتأثر والتأسي بهم في أخذ الأحكام. هذا مضافا إلى أنه لا يحسن العدول بعد التصريح بالاسم في قوله تعالى (قُلْ لِأَزْواجِكَ) و (يا نِساءَ النَّبِيِّ) إلى الإبهام الموجب لعظيم أهل البيت ، على أن تذكير الضمير يمنع من دخولهنّ فيه.