أشهد أنكم كلمة التقوى وباب الهدى ، والعروة الوثقى ، والحجة على من يبقى ومن تحت الثرى ، أشهد أن ذلك لكم سابق فيما مضى ، وذلك لكم فاتح فيما بقى ، أشهد أن أرواحكم وطينتكم طينة طيّبة طابت وطهرت هي بعضها من بعض ، منّا من الله ومن رحمته (١).
وما ينبغي الإشارة إليه :
إن مقاطيع هذه الزيارات حجة قاطعة على طهارة الطينة التي خلق منها الجسد الحسيني عليه أفضل التحية والسلام ، فطينته كانت نورا يتقلب في الأصلاب الشامخة ـ أي الموحّدة والخاشعة ـ والأرحام المطهّرة ـ المقدّسة التي لم تعرف السفاح والدنس ـ فكل ما فيه فهو طاهر مطهر ، بل ما حلّ جسده الشريف في بلاد إلا وطهّرها وقدّسها ، فهو «طاهر» بالطهارة المطلقة ، و «مطهر» لا ينجسه شيء على الإطلاق ، فهو طاهر من النجاسات المادية والمعنوية «لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها».
فالجاهلية سواء كانت مادية مصدرها فعل الجاهلية العمياء قبل عصر الإسلام من زنا وغيره ، أو مصدرها الجهل الأعمى من شرك وغيره ، فإن كل ذلك منفي عن مولى الأحرار الإمام الحسين بن علي عليهماالسلام. وعليه فإن كل شيء في الإمام الحسين عليهالسلام هو طاهر مطهّر ، فما ثبت له روحي فداه ثبت لأمه الصدّيقة الطاهرة وجده وأبيه والتسعة المعصومين من ذريته وبنيهعليهمالسلام لوحدة الملاك.
وزبدة المخض :
أن الإطلاقات والعمومات دلت على طهارة كل ما يتعلق بالرسول محمّد وعترته الطاهرة وليس في المقام أي مخصص أو مقيد لتلك الاطلاقات والعمومات.
__________________
(١) نفس المصدر ص ٣٦٩.