بسبب تغيير بداية التاريخ الهجري (١).
٢ ـ وأما الوزير نظام الملك : ٤٠٨ ـ ٤٨٥ ه
كنيته أبو علي ، واسمه الحسن بن علي ابن إسحاق (٢) بن العباس الرادكاني الطوسي (٣).
ولد بنوقان إحدى مدن طوس في الواحد والعشرين من ذي القعدة يوم الجمعة سنة ٤٠٨ ه.
كان في بداية حياته فقيرا من أبناء الدهاقين بطوس ، «توفيت أمه وهو رضيع ، فكان أبوه يطوف على المرضعات فيرضعنه حسبة ، حتى شب ، وتعلّم العربيّة ، وسرّ الله فيه يدعوه إلى علو الهمة ، والاشتغال بالعلم ، فتفقه ، وصار فاضلا ، وسمع الحديث الكثير ، ثم اشتغل بالإعمال السلطانية ، ولم يزل الدهر يعلو به ويخفض حضرا وسفرا. وكان يطوف بلاد خراسان ، ووصل إلى غزنة في صحبة بعض المتصرفين ، ثم لزم أبا علي بن شاذان متولّي الأمور ببلخ لداود والد السلطان ألب أرسلان ، فحسنت حاله معه ، وظهرت كفايته ، وأمانته ، وصار معروفا عندهم بذلك ، فلمّا حضرت أبا علي بن شاذان الوفاة أوصى الملك ألب ارسلان به وعرّفه حاله ، فولّاه شغله ، ثم صار وزيرا له إلى أن ولي السلطة بعد عمه طغرلبك ، واستمر على الوزارة لأنه ظهرت منه كفاية عظيمة ، وآراء سديدة قادت (أو فادت) السلطنة إلى ألب ارسلان ، فلمّا توفي ألب ارسلان قام بأمر ابنه ملك شاه.
__________________
(١) لاحظ رسالة العلّامة الراحل السيد محمد حسين الحسيني الطهراني «في بناء الإسلام على الشهور القمرية» ص ٧٧ ، ط / دار المحجة البيضاء.
(٢) الكامل في التاريخ ج ١٠ / ٢٠٤.
(٣) الكنى والألقاب للقمي ج ٣ / ٢٥٧.