القرآن كما قاتلت على تنزيله وهو علي خاصف النعل» هذا القول يؤكّد وجود هذا العلم الخاص لدى الإمام عليّ عليهالسلام فالرسول كان يقاتل المشركين بعلم ، والإمام أمير المؤمنين يقاتل المسلمين المنحرفين على علم عنده أيضا ، بل الحاجة للعلم في مقاتلة أهل القبلة من المسلمين أشدّ من الحاجة إليه في مواجهة المشركين.
فالإمام حينما واجه عائشة وقاتلها ـ لأنها باشرت بالقتال ـ لا بدّ وأن يكون لديه علم خاص ، وكونه واجه معاوية وابن العاص والمغيرة وقاتلهم لا بدّ وأن يكون لديه علم خاص ، وكونه واجه الخوارج وقد كانوا من أتباعه وقاتلهم لا بدّ وأن يكون لديه علم خاص.
فالإمام عليهالسلام عند ما قاتل هؤلاء لم يكن البادئ بقتالهم ، بل هم أنفسهم الذين بدءوه بالقتال ، لأن عليا المرتضى روحي فداه يختلف بروحه عمّن قاتلوه ، لأنهم لم يردوا منه أن يكون عليا في إسلامه وإيمانه وعطفه ، بل أرادوا منه أن يكون كأمثالهم ، فسيدة الجمل أرادته أن يكون كنفسها ، ومعاوية أراده أن يكون معاوية ، وهكذا أرادوه كأنفسهم ، ولكنّه رفض إلّا أن يكون عليا لأنّ الله ورسوله أرادا منه أن يكون العليّ في علمه وصبره ويقينه وحبّه وعطفه.
ولقد بشّر رسول الله عليا أمير المؤمنين بأن الأمة ستغدر به. وأن عائشة ستقاتله ، وأن بني أمية سيسبّونه ويقاتلونه وكذا بشّره بظهور الخوارج وقتالهم له وأنهم سيقتلونه ، ومثل هذه النبوءات التي ارتبطت بالإمام علي دون بقية الصحابة ، إنما تؤكد أن للإمام عليّ خاصيّة ينفرد بها على الآخرين وهي خاصية العلم.
الملمح الثالث : قيادة الإمام عليهالسلام للأمّة بعد شهادة النبي محمد ، نعني بالقيادة الربّانية التي كانت للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فهي للوصي عليّ ، وليس المراد من القيادة التي تأتي بمرسوم وضعي من قبل الناس ، أن قيادته عليهالسلام بأمر من الله