كلام؟ .. لا بل انك تعتصر ألما لقلّة ذوي الدين ممّن يهمهم أمر الحقّ ليحثّهم على التمعن والتدقيق ..
فلذاك .. ولعدة أسباب أخر سنتلوها عليك كان فرضا على العالم أن «يكلّم الناس على قدر عقولهم» فيأتي بكلام سهل وأسلوب مبسّط يشرح به عقيدة الحقّ .. عقيدة الإسلام الميتّمة على ساحة تتكالبها عامّة عمياء .. فذي حرب ضروس بين إسلام آل البيت ومزاعم أهل العامّة ومن والاهم من مدّعي التشيّع ..
وهكذا وقع الاختيار مجدّدا وبكل فخر على كتاب حقّ يزهو بين الأقران .. ألا وهو كتاب «مؤتمر علماء بغداد» فكان شرحه ب «أبهى المداد» .. ولعمري فقد سطّرته بطريقة يرضاها الله والرسول والآل .. فجاء كتابا جليلا فيه من أمر آل البيت ما تنفطر له القلوب الحري وترثي أحزانه العيون الدمعى ..
أما الداعي إلى إعادة النظر في هذا الكتاب ، والذي كنا قد أسلفنا فيما سبق الشيء القليل في شرح بعض مضامينه ، فأمور :
الأول : كونه وافيا بالمطالب التاريخية والفقهية والفلسفية ولا سيما أمر الخلافة التي طالما دار الجدال حولها بين المذاهب .. لا وبل داخل المذهب الواحد .. حتى انبرت إلى الساحة وجوه تقطر سمّا وتخفي الرّجس والبغضاء .. فمالأت أعداء آل الرسول لمكاسب دنيويّة ردّها الله نكالا على أصحابها ..
ليس هذا فحسب .. بل لقد وصل الحدّ بذلك البعض ممّن يحرم على قلمي رسم اسمه إلّا لوجوب التشهير به لإظهاره النصب لآل الرسول من خلال حسن الظنّ بأعدائهم والتشكيك بكراماتهم وفضائلهم .. لقد وصل به الحدّ إلى الاتهام بالعمالة كلّ من لم يكن له عبدا ولدرهمه سادنا .. وليت ذاك البعض كان المتجاسر الوحيد .. فلقد جنّد أناسا أغناهم الله بعقل استعبده مخلوق غير