(غُثاءً) : الغثاء : ما يقذفه السيل على جانب الوادي من الحشيش والنبات.
(أَحْوى) : أسود.
(النَّارَ الْكُبْرى) : جهنم.
(تُؤْثِرُونَ) : تختارون.
* * *
السجود لله أقصى درجات الخضوع له
(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) الخطاب لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولكنه لا يتعلق به وحده وبصفته الشخصية ، بل بصفته الإنسانية في ساحة العبودية المنفتحة على مسئوليته الرسالية في التزامها بالله فكرا وعقيدة وعملا. ولذلك ، فإنّ الخطاب يمتدّ إلى كل إنسان يراد له أن يعيش تلك الحقيقة في رحاب الله في مواقع الإحساس بعظمته وعلوّ مجده ، إنها الدعوة إلى تسبيح الله الذي يعبر عن تنزيهه عما لا يليق بشأنه ، وتعظيمه في ما ينبغي له. وإذا كانت الدعوة للتسبيح المتعلّق باسمه ، فإن ذلك ينطلق من خلال ما يوحي به هذا الاسم من الدلالة على ذاته المقدّسة في مواقع الربوبية التي لا يدانيها أيّ موقع. فهو الرّب الأعلى الذي لا يذكر اسم أحد مع اسمه ، ولا يقترب إليه أحد في علوّه ، فهو الأعلى في كل مواقع العلوّ ، فلا يقف التصوّر في رحابه عند حدّ ، بل يبقى في نظرته التصاعدية ، فمهما تصوّر الإنسان درجة له في ذهنه المحدود ، ستبقى هناك درجة أعلى منها ، لأن الله هو الأعلى في غير حدود ، المطلق في كل صفات الكمال والجمال.