الكبرى» التي لا يحسّ فيها براحة الموت ولذّة الحياة ، وتلك هي الخسارة الخالدة.
ثم تثير السورة الدعوة الإلهية لتطهير النفس وتزكيتها باعتبار أنها سبب الفلاح في الدنيا والآخرة ، حيث تنفتح في الجانب العمليّ على ذكر الله ومراقبته في كل الأمور ، والوقوف بين يديه في الصلاة التي يعرج فيها المؤمن بروحه إلى الله ، ولكن مشكلة الناس أنهم يؤثرون الحياة الدنيا ويبتعدون عن الآخرة من دون وعي حقيقيّ بأن الدنيا متاع ، وأن الآخرة خير لهم في نتائجها الطيّبة الخالدة ، مما يجعل الاستعداد لها بالإيمان والعمل الصالح أخذا بأسباب الخير ، وهي في الوقت نفسه دار الخلود التي يبقى للإنسان منها كل ما يحصل عليه فيها من النعيم الدائم.
إنها حقائق الكون والرسالة والدعوة وحركة الطاعة في حياة الإنسان التي تطل على مصيره في الآخرة ، وهي رسالة الله التي أودعها في صحف إبراهيم وموسى عليهالسلام ، وعرّفها لنبيّه محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم كحقيقة إيمانية قرآنية.
* * *