«وخرج الحسين من المدينة متوجها نحو مكة ليلة الأحد ليومين بقيا من رجب ... ودخل مكة يوم الجمعة لثلاث مضين من شعبان». وهو الأصح كما ذكر العلامة الأمين في (لواعج الأشجان) في حاشية صفحة ٢٩.
فلزم الطريق الأعظم ، فجعل يسير وهو يتلو هذه الآية : (فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (٢١) [القصص : ٢١]. فقال له ابن عمه مسلم بن عقيل : يابن رسول الله ، لو عدلنا عن الطريق وسلكنا غير الجادة كما فعل عبد الله بن الزبير ، كان عندي خير رأي ، فإني أخاف أن يلحقنا الطلب. فقال له الحسين عليهالسلام : لا والله يابن عم لا فارقت هذا الطريق أبدا ، أو أنظر إلى أبيات مكة ، ويقضي الله في ذلك ما يحب ويرضى.
يقول السيد جعفر الحلي :
خرج الحسين من المدينة خائفا |
|
كخروج موسى خائفا يتكتمّ |
وقد انجلى عن مكة وهو ابنها |
|
وبه تشرّفت الحطيم وزمزم |
٤٨٠ ـ الملائكة تعرض على الحسين عليهالسلام المساعدة :
(اللهوف على قتلى الطفوف لابن طاووس ، ص ٢٧)
ذكر المفيد في كتابه (مولد النبي) بإسناده إلى الإمام الصادق عليهالسلام قال : لما سار أبو عبد الله الحسين عليهالسلام من مكة ليدخل المدينة ، لقيته أفواج من الملائكة المسوّمين والمردفين ، في أيديهم الحراب ، على نجب من نجب الجنة. فسلّموا عليه ، وقالوا : يا حجة الله على خلقه بعد جده وأبيه وأخيه ، إن الله عزوجل أمدّ جدك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بنا في مواطن كثيرة ، وإن الله أمدّك بنا. فقال لهم : الموعد حفرتي وبقعتي التي أستشهد فيها وهي كربلاء ، فإذا وردتها فأتوني. فقالوا : يا حجة الله ، إن الله أمرنا أن نسمع لك ونطيع ، فهل تخشى من عدوّ يلقاك فنكون معك؟. فقال عليهالسلام : لا سبيل لهم عليّ ولا يلقوني بكريهة أو أصل إلى بقعتي.
٤٨١ ـ مسلمو الجن يعرضون على الحسين عليهالسلام مساعدته ونصرته :
(مثير الأحزان للجواهري ، ص ٩)
وأتته أفواج مسلمي الجن ، فقالوا : يا سيدنا نحن من شيعتك وأنصارك ، فمرنا بأمرك وما تشاء ، فلو أمرتنا بقتل كل عدوّ لك وأنت بمكانك لكفيناك ذلك. فجزاهم الحسين خيرا وقال لهم : أو ما قرأتم كتاب الله المنزل على جدي رسول الله : (أَيْنَما