فقال عبد الرحمن : أما أنا فأدخل بيتي وأغلق بابي ، ولا أبايعه.
وقال عبد الله بن عمر : أما أنا فعليّ بقراءة القرآن ولزوم المحراب.
وقال عبد الله بن الزبير : أما أنا فما كنت بالذي أبايع يزيد.
وقال الحسين عليهالسلام : أما أنا فأجمع فتياني وأتركهم بفناء الدار ، وأدخل على الوليد وأناظره وأطالب بحقي. فقال له عبد الله بن الزبير : إني أخاف عليك منه.
قال عليهالسلام : لست آتيه إلا وأنا قادر على الامتناع منه إنشاء الله تعالى.
٤٤٩ ـ من كلام للحسين عليهالسلام قاله لعبد الله بن الزبير لما بعث الوليد بن عتبة يستدعيهما :
(مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ١ ص ١٨٢)
قال الحسين عليهالسلام لعبد الله بن الزبير : أنا أخبرك ، أظنّ أن معاوية قد مات ، وذلك أني رأيت البارحة في منامي كأن معاوية منكوس ، ورأيت النار تشتعل في داره ، فتأولت ذلك في نفسي أن قد مات معاوية. فقال ابن الزبير : فاعلم أن ذلك كذلك ، فماذا نصنع يا أبا عبد الله (١) ، إن دعينا إلى بيعة يزيد. فقال الحسين عليهالسلام : أما أنا فلا أبايع أبدا ، لأن الأمر كان لي بعد أخي الحسن ، فصنع معاوية ما صنع ، وكان حلف لأخي الحسن أن لا يجعل الخلافة لأحد من ولده ، وأن يردّها عليّ إن كنت حيا ، فإن كان معاوية خرج من دنياه ولم يف لي ولا لأخي بما ضمن ، فقد جاءنا ما لا قرار لنا به. أتظن يا أبا بكر أني أبايع ليزيد ، ويزيد رجل فاسق معلن بالفسق ، يشرب الخمر ويلعب بالكلاب والفهود ، ونحن بقية آل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لا والله لا يكون ذلك أبدا.
قال : فبينا هما كذلك في المحاورة ، إذ رجع الرسول فقال : أبا عبد الله ، إن الأمير قاعد لكما خاصة فقوما إليه. فزبره الحسين عليهالسلام وقال : انطلق إلى أميرك لا أمّ لك ، فمن أحبّ أن يصير إليه منا فإنه صائر إليه. فأما أنا فإني أصير إليه الساعة إنشاء الله ، ولا قوة إلا بالله.
فرجع الرسول إلى الوليد ، فقال : أصلح الله الأمير ، أما الحسين بن علي خاصة ، فإنه صائر إليك في إثري ، فقد أجاب.
__________________
(١) أبو عبد الله : كنية الإمام الحسين عليهالسلام ، وأبو بكر : كنية عبد الله بن الزبير.