نكث بشروط صلحه مع الحسن عليهالسلام ، ولكنه لم يكشفها ولا عزم عليها إلا بعد وفاة الحسن عليهالسلام.
٣٩٨ ـ اعتماد معاوية على داهيتين :
(خطط الشام لمحمد كرد علي ، ج ١ ص ١٣٦)
ولما مات الحسن عليهالسلام بعد أربعة أشهر من استيلائه على العراق ، صفا الجو لمعاوية وبايع له الناس. فملك العراق والحجاز ومصر ، وأجمعت القلوب على مبايعته طوعا أو كرها. وكان ممن مالأ معاوية على تحقيق رغائبه عمرو بن العاص ، قريبه وعامله على مصر ، والمغيرة بن شعبة عامله على الكوفة. وهما الداهيتان اللتان يقول فيهما الحسن البصري : إنهما أفسدا هذه الأمة ، لاحتيال الأول برفع المصاحف يوم صفين وتقرير التحكيم ، ولأن الثاني كان من الداعين لأخذ البيعة ليزيد.
٣٩٩ ـ المغيرة بن شعبة يشير على معاوية باستخلاف يزيد :
(تاريخ الخلفاء للسيوطي ، ص ٢٠٥)
قال الحسن البصري : أفسد أمر الناس اثنان : عمرو بن العاص ، يوم أشار على معاوية برفع المصاحف فحملت ، ونال من القراء ، فحكمّ الخوارج ، فلا يزال هذا التحكيم إلى يوم القيامة.
والمغيرة بن شعبة ، فإنه كان عامل معاوية على الكوفة ، فكتب إليه معاوية : إذا قرأت كتابي فأقبل معزولا ، فأبطأ عنه. فلما ورد عليه قال : ما أبطأ بك؟. قال : أمر كنت أوطّئه وأهيّئه!. قال : وما هو؟. قال : البيعة ليزيد من بعدك. قال : أوقد فعلت؟. قال : نعم. قال : ارجع إلى عملك!.
فلما خرج قال له أصحابه : ما وراءك؟. قال : وضعت رجل معاوية في غرز غيّ ، لا يزال فيه إلى يوم القيامة.
قال الحسن البصري : فمن أجل ذلك بايع هؤلاء لأبنائهم ، ولو لا ذلك لكانت شورى إلى يوم القيامة.
٤٠٠ ـ البيعة ليزيد : (العقد الفريد لابن عبد ربه ، ج ٤ ص ٣٠٢)
روى أبو الحسن المدائني قال : لما مات زياد بن أبيه سنة ٥٣ ه ، أظهر معاوية عهدا مفتعلا ، فقرأه على الناس ، فيه عقد الولاية ليزيد بعده ... فلم يزل يروّض الناس لبيعته سبع سنين ...