ـ فضائل يوم عاشوراء : (مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ١ و ٢ ط نجف)
روى شيخ السنّة أبوبكر أحمد بن الحسين البيهقي ، عن ابن عباس (قال) قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من صام يوم عاشوراء كتبت له عبادة ستين سنة بصيامها وقيامها. ومن صام يوم عاشوراء كتب له أجر سبع سموات ، ومن أفطر عنده مؤمنا يوم عاشوراء فكأنما أفطر عنده جميع أمة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومن أشبع جائعا يوم عاشوراء رفعت له بكل شعرة من رأسه درجة في الجنة. فقال عمر : يا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لقد فضّلنا الله عزوجل في يوم عاشوراء؟ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : نعم ، خلق الله السموات في يوم عاشوراء ، وخلق الكرسي فيه ، وخلق الجبال فيه ، والنجوم كمثله ، وخلق القلم فيه ، واللوح كمثله ، وخلق جبرئيلعليهالسلام فيه ، وخلق الملائكة كمثله ، وخلق آدم فيه ، وحواء كمثله ، وخلق الجنة فيه ، وأسكن آدم الجنة فيه ، وولد إبراهيم خليل الرحمن في يوم عاشوراء ، ونجّاه الله من النار فيه ، وفداه فيه ، وأغرق فرعون فيه ، ورفع إدريس فيه ، وكشف الله الكرب عن أيوب فيه ، ورفع عيسى بن مريم فيه ، وولد فيه ، وتاب الله على آدم فيه ، وغفر ذنب داود فيه ، وأعطي سليمان ملكه فيه ، وولد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فيه ، واستوى الرب على العرش فيه ، وتقوم القيامة في يوم عاشوراء.
قال شيخ السنة أبوبكر البيهقي : هذا حديث منكر ، وإسناده ضعيف ، وفي متنه ما لا يستقيم ، وهو ما روي فيه من خلق السموات والأرضين والجبال كلها في يوم عاشوراء ، والله يقول : (اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ) [الأعراف : ٥٤]. ومن المحال أن تكون هذه الستة كلها في يوم عاشوراء. فدل ذلك على ضعف هذا الخبر ، والله أعلم.
(أقول) : وقد روي فيه ولادة نبينا محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم عاشوراء ، وهذا لم يثبت أبدا ، إذ المجمع عليه ولادته صلىاللهعليهوآلهوسلم في ربيع الأول.
ولا يبعد أن يكون بنو أمية قد وضعوا مثل هذه الأحاديث ، ليصرفوا الناس عن الحزن في يوم عاشوراء لمصاب الحسين عليهالسلام. أما ما جاء في أول الحديث من استحباب الصوم فيه ، فإن الصوم عندنا في يوم العاشر غير مستحب ، لكن يستحب الإمساك فيه إلى الظهر تأسّيا بجوع الحسين عليهالسلام وعطشه ، ثم الإفطار على زاد الحسين عليهالسلام كما سترى.