التوضيح : في جسد البعوضة ضعيفة الجسم نفس الاعضاء الموجودة في فيل ضخم. ففيه جهاز الهضم ، وخرطوم دقيق ذات منفذ رفيع ، وأعضاء للحركة واجهزة للتناسل و.. اضافة إلى هذا ، فان للبعوضة قرنين تشبه الهوائيات وذلك للتواصل فيما بينها وبين البيئة المحيطة بها وهو أمر يفقده الفيل.
٢ ـ حجابان عظيمان : كثرة النعم والتعود عليها
إنّ سبب غفلة الإنسان عن نعم الله العظيمة وعدم تفكره في دقة الخلق وظرافته هو شيئان : الاول : حجاب كثرة النعم ؛ فإن وفرة النعم تجعل الإنسان يستهين ولا يعتد ولا يفكر بها. وكمثال على ذلك : ان البعوضة لو كانت نادرة في العالم ووقعت بأيدي العلماء ، لاعتبرها هؤلاء العلماء موجوداً ذات اهمية وأهلاً للدراسات والتحقيق العلمي.
الثاني : حجاب التعود ؛ فان العين مثلاً من آيات الخلق العظمى ؛ الا انا لم نفكر بها ولا نتمعّن في خلقها. الاذن كذلك ، فهو مستلم قوي ودقيق وعجيب الا انا بسبب تعودنا عليه لا نعرف قدره ولا نثمنه مع انا لو دققنا ليس في هذين فقط بل في كل اشياء العالم لوجدناها عجيبة ومدهشة وتكشف عن اسرار الخلق والعظمة والتوحيد.
٣ ـ الهداية والضلالة في القرآن
في نهاية الآية يجيب الله المنافقين الذين قالوا : (مَاذَا أرَادَ اللهُ بِهَذَا مَثلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِه كَثِيرَاً) حيث قال : (وما يُضِلُّ بِهِ إلَّا الفَاسِقِينَ) في هذه الاية وامثالها (١) نسبت الضلالة إلى الله كما نسبت الهداية في آيات اخرى (٢) اليه كذلك.
إذا كانت الهداية والضلالة من الله ونحن مجبورون عليهما ولا إرادة لنا في ذلك فلما ذا يثيب
__________________
(١) مثل الآيات ٨٨ و ١٤٣ من سورة النساء والآيات ١٨٧ و ١٨٦ من سورة الاعراف والآيات ٢٣ و ٣٦ من سورة الزمر والآية ٤٦ من سورة الشورى وغيرها.
(٢) مثل الآيات ١٤٢ و ٢١٣ و ٢٧٢ من سورة البقرة والآية ١٦ من سورة المائدة والآية ٢٥ و ٣٥ من سورة يونس وآيات اخرى.