المسيح (على نبينا وآله وعليهالسلام) (وَإذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كِهْيئَةِ الطَّيْر بإذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإذْنِي وَتُبْرِئ الأَكْمَهَ وَالأبْرَصَ بِإذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإذْنِي ...)
في هذه الآية نسب الخلق والاحياء والشفاء كلها للسيد المسيح عليهالسلام لكن بإذنٍ من الله تعالى. (١)
والشيعة لا تقول شيئاً غير هذا الذي في الآية الكريمة ، فالشيعة تعتقد أنَّ العظماء والأولياء يمكنهم فعل الكثير الذي يعجز عنه البشر لكن باذن الله ، كما يمكنهم أن يشفعوا للعباد عند الله لحل مشاكلهم. وعلى هذا فدعاء الشيعة وتوسلهم لا شرك ولا كفر.
ومع هذه الايضاحات نقول : إنَّ الذي يعدُّ الشيعة لاجل دعائهم وتوسلهم مشركين ، فهو يعدُّ السيد المسيح مشركاً كذلك.
ويمكننا أن نستفيد مما سبق ضمنياً أن المعجزة قد لا تحصل بدعاء النبي وإجابة الله مباشرة ، بل قد تكون من النبيّ أو الولي مباشرة لكن بإذنٍ من الله تعالى كما هو الحال بالنسبة لمعجزة شق القمر (٢) التي صدرت عن رسولنا صلىاللهعليهوآله ، وهذا أمر غير مستبعد.
٢ ـ الصور المختلفة لعبادة الأصنام
لعبادة الاصنام تاريخ طويل واشكال مختلفة ، فقد تكون بشكل صنم يُصنع بأيدي الناس من الحجر أو الخشب أو الفلز بل وحتى من الاغذية ، ثم يقع لها الإنسان ساجداّ وعابداً.
في برهة من الزمن كان المشركون يقدمون على انتخاب موجودات غير ذات شعور يعتبرونها أصناماً للعبادة ، لذلك عبد البعض الشمس ، والآخر النجوم أو القمر ، (٣) بل انّ البعض أقدم على عبادة أنهار أو بحيرات مهمة مثل نهر النيل أو بحيرة ساوة في ايران ، وقد يكون جفاف بحيرة ساوه وانطفاء معبد فارس عند ولادة الرسول (٤) بسبب أنها كانت معابد للإنسان آنذاك.
__________________
(١) حُكي هذا المطلب على لسان السيد المسيح نفسه في الآية ٤٩ من سورة آل عمران.
(٢) تجد شرح هذه المعجزة في كتاب (المعراج ـ شق القمر ـ العبادة في القطبين) بالفارسية.
(٣) اشير إلى هذا المطلب في الآيات ٧٦ ـ ٧٨ من سورة الأنعام.
(٤) لقد حدثت معاجز كثيرة بولادة الرسول صلىاللهعليهوآله كان منها انطفاء نار معبد فارس وجفاف بحيرة ساوه. وللمزيد راجع منتهى الامال ١ : ٤٤.