إذا كنا نفقد هذه الشروط علينا السعي في كسبها وبخاصة في شهر رمضان المبارك ، شهر الرحمة واللطف الالهي ، وهو شهر تستعدُّ فيه روح الإنسان لهذه الامور أكثر ، كما هو فرصة مناسبة للدعاء ...
استجابة بعض الأدعية ليست بمصلحة الإنسان!
رغم أنَّا كُلّفنا بالدعاء ونأمل الاجابة ، لكن ينبغي الالتفات إلى أنَّ إجابة بعض الأدعية ليس بمصلحة الإنسان رغم أنَّه يراها بمصلحته وأنها توفر سعادته ، لكن الله يرى فيها الهلاك والشقاء لذلك لا يستجيب لها.
قلنا في قصة ثعلبة الانصاري التي مضت في البحوث السابقة : إنَّ ما أراده وطلبه من الله لم يكن بمصلحته ، إلّا أنَّه كان يصرّ على دعائه وطلبه ، وكانت نتيجة الاستجابة هي فقده الايمان وضلالته واعتراضه على بعض القوانين الإلهية. وهذه القصة تتضمن دروساً وعبراً عظيمة للجميع.
قد يُقدم شاب على خطبة بنت ترفض الزواج منه ، فيدعو الله ويتوسل إليه كثيراً لكي يميل رأيها ويغيره نحوه ، رغم ذلك لا يستجاب دعاؤه ، فتضلّ في ذاكرته فترة طويلة من الزمن ، إلّا أنّه يلتفت إلى مصلحة عدم استجابة الدعاء بعد ما يفهم أنَّ المرأة تلد اطفالاً معتوهين مثلاً.
وعلى هذا ، ما علينا أنْ نقلق من عدم استجابة أدعيتنا ؛ وذلك لأنَّه يمكن أن تكون عدم الاستجابة بسبب عدم المصلحة. إضافة إلى هذا ، فإنَّ هناك روايات وردت عن المعصومين عليهمالسلام حكت عن أنَّ الله يعطي العبد في الآخرة ما يعادل أدعيته غير المستجابة. (١)
سؤالان مهمان عن الدعاء
السؤال الأوّل : نجد فيما ورد عن أئمتنا أدعية لا تستجاب أبداً ، كما هو الحال في أدعية شهر
__________________
(١) لقد وردت في هذا المجال روايات كثيرة حكت عن وجود أثر للدعاء حتى لو لم يستجب. راجع ميزان الحكمة ، الباب ١٢٠٩.