فقال : «ما علي ان نزع الله الرحمة منك». (١)
القلب الذي يخلو من الحب ليس قلباً بل قطعة من الحجر ، وليس اهلاً لاستقبال نعم الجنة ، بل اهل لعقوبة جهنم.
ببركة دين الإسلام وببركة تمتع شعبنا المؤمن بالعواطف الإنسانية النبيلة نرى تسارع الإيرانيين للخيرات ونصبهم للخيم لاجل جمع الاعانات في الشوارع والاحياء بمجرد حصول حادثة أو كارثة تستدعي المساعدة والاعانة ..
يا له من منظر رائع وجميل للعواطف الانسانية.
عوامل القسوة في القرآن
يشير الله من خلال الايات التالية إلى عوامل القسوة وأسبابها.
(الأول :) يقول في الاية ١٣ من سورة المائدة : (فَبِمَا نَقْضِهِم مِيْثَاقَهُمْ لَعَنّاهُمْ وَجَعلنَا قُلوبَهُمْ قَاسِيَةً)
القرآن هنا يعتبر (نقض الميثاق) من عوامل قسوة القلب ، نقض الميثاق مع الله ومع الرسول صلىاللهعليهوآله ومع الفطرة الانسانية ومع البشرية. نعم إنّ بني اسرائيل لم يحترموا أيّاً من المواثيق وكأنّهم ـ لأجل الدعامة العسكرية القوية التي كانوا يتمتعون بها ـ لم يبرموا ميثاقاً إلّا مع مصالحهم الدنيوية ولم يفوا بميثاق إلّا به.
(الثاني :) يقول الله في الآية ١٦ من سورة الحديد :
(ألَمْ يَأن للّذِينَ آمنوا أنْ تَخْشَعَ قُلوبُهُم لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَّلَ مِنَ الحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالذِّيِن أُوتُوا الكِتَاب مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيْرٌ مِنْهُم فَاسِقُونَ)
إنَّ الآية الشريفة توقظ في البداية الغافلين بكلام حق.
يا انسان متى تصدق الموت وانت ترى موت اعزتك وأقاربك؟!
إلى متى تستمر في تعلقك بالدنيا رغم ما ترى منها من الفناء وعدم الوفاء.
__________________
(١) مكارم الاخلاق : ٤٧٤ ، طبع جامعة المدرسين في قم ، نقلاً عن اخلاق الأنبياء : ٤١٦.