والنتيجة هي أن لا يتعلَّق الانسان بدنياه الفانية والعاجلة بل عليه التعلُّق بالباقيات الصالحات.
مباحث تكميلية
١ ـ ما هي الحياة الدنيا؟
الدنيا مؤنث أدنى ، والحياة في عبارة (الحياة الدنيا) مؤنث موصوف ، والدنيا صفتها.
الدنيا والأدنى يعنيان القرب وقد تعني الدنائة والوضاعة. وبهذا يكون معنى الجملة الحياة القريبة ويقابلها الحياة البعيدة أي الآخرة ، أو بمعنى الحياة الوضيعة والدنيئة ، ويقابلها الحياة العليا والرفيعة ، أي الآخرة.
الدنيا مجموعة من الامكانيات المادية من قبيل الثروة والمال والمقام والزوج والولد والمنزل والسيارة والامور الاخرى التي تحضى بأربع خصال :
١ ـ فانية وغير دائمة ، كما اشير إلى ذلك في كثير من الآيات والروايات.
٢ ـ خادعة وذات مظهر جذاب ، فهي جميلة وفاتنة جداً إذا نظرنا إليها من بعيد.
٣ ـ جوفاء ، أي رغم ظاهرها الجذّاب نجدها ـ عند الاقتراب منها ـ جوفاء خالية ، كالسراب الذي يبدو ماءً من بعيد ، لكنه لا شيء في الواقع ومن قريب.
٤ ـ ممزوجة بمختلف المشاكل والمصائب ، فلا تخلو الحياة من المشاق والمتاعب أبداً.
مجموع ما تقدَّم مع هذه الخصائص الأربع يشكلّ الحياة الدنيا ، رغم ذلك فانَّها إذا اتّخذت صبغة إلهية والتزمت الأهداف السامية والعليا فلا تبقى دنيا بل تصبح آخرة.
عن ابن أبي يعفور : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إنَّا لنحبّ الدنيا ، فقال لي : «تصنع بها ما ذا»؟ قلت : أتزوّج منها وأحج وأنفق على عيالي وأنيل إخواني وأتصدق ، قال لي : «ليس هذا من الدنيا ، هذا من الآخرة» (١).
إذن ، إذا اتُّخذت الحياة لغرض الالتذاذ المادي ولتلبية الشهوات والأهواء كانت عبادة
__________________
(١) ميزان الحكمة ، الباب ١٢٢٢ ، الحديث ٥٨٢٥.