الجواب : إنَّ نظامنا نظام قيمي ، والمهم عندنا هو حفظ هذه القيم الاخلاقية ، ونرى أنَّ الحفاظ على القيم لا يتمانع مع التنمية الاقتصادية ، ومزجهما مع بعض سوف لا يؤدي إلى التخلف ، بل انَّ الإقتصاد الذي لم يعتمد القيم الاخلاقية والذي ساد العالم أدّى إلى أضرار لا يمكن جبرانها.
ألم يكن هذا الاقتصاد غير القيمي هو السبب الاساس في نشوب الحرب العالمية الثانية؟ الحرب التي دمرت بعض الدول بالكامل وأنزلت ببعض اخر اضراراً جسيمة وأودت بحياة ٣٠ مليون شخصاً و ٣٠ مليون معلولاً ، هذا بعض ما خلفته هذه الحرب واودعته في ذاكرتنا. فهل الاقتصاد المتخلف ـ حسب تعبير اتباع المذهب المادي ـ أفضل أم الاقتصاد المتطّور؟!
ينبغي العلم أنَّ العالم لا يعمَّر ولا ينمو الا تحت ظل إقتصاد قيمي.
علي عليهالسلام والهدية الليلية
بعد ما يذكر الامام علي عليهالسلام قصة اخيه عقيل عند ما طلب منه شيئاً من بيت المال يقول في الذي أراد إرشائه لاجل قضية حقوقية ما يلي :
«.. وأعجب من ذلك طارق طرقنا بملفوفة (١) في وعائها ومعجونة شنئتها (٢) كأنما عجنت بريق حية أو قيئها ، فقلت : أصلة أم زكاة ، أم صدقة؟ فذلك محرم علينا أهل البيت. فقال : لا ذا ولا ذاك ولكنها هدية ، فقلت : هبلتك الهبول! (٣) أعن دين الله أتيتني لتخدعني؟ أمختبط (٤) أنت ام ذو جنة (٥) ام تهجر ، (٦) والله لو اعطيت الاقاليم السبعة بما تحت افلاكها على أنْ اعصي الله في نملة أسلبها جلب (٧) شعيرة ما فعلته وأنَّ دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة
__________________
(١) نوع من الحلواء اهداها الاشعث بن قيس إلى علي.
(٢) أي كرهتها.
(٣) هبلتك : أي ثكلتك ، والهبول المرأة لا يعيش لها ولد.
(٤) أمختل نظام ادراكك؟
(٥) من اصابه مس من الشيطان.
(٦) أي تهذي بما لا معنى له في مرض ليس بصرع.
(٧) قشرة الشعيرة.