قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

آيات الولاية في القرآن

آيات الولاية في القرآن

64/376
*

الجواب : أوّلاً : إن السائل بعد أن تملكه اليأس من الحصول على مساعدة الأصحاب توجه إلى الله تعالى بالشكاية وشرع بالقول «اللهُمَّ أشهد ....» وعليه فإنّ هذا الكلام وذكر اسم الله ألفت نظر الإمام عليّ إلى وجود السائل ، وهذا لا يتقاطع مع حضور قلبه واستغراقه في عالم العبودية في الصلاة.

مضافاً إلى ذلك ألا يعقل أن يسمع المأموم في صلاة الجماعة صوت المكبّر أو صوت الإمام ليتابعه في أعمال الصلاة؟ إذا لم يكن يسمع ذلك فكيف يمكنه الاقتداء به في الصلاة؟ وإذا كان يسمع فهل يعني هذا أن حضور القلب غير ممكن في كلّ صلاة جماعة؟

ثانياً : هل أن سماع صوت السائل الذي ورد التعبير عنه في الرواية الشريفة بأنه رسول من الله فيه إشكال؟ إن سماع صوت الرسول الإلهي كيف يتقاطع مع حضور القلب في الصلاة؟ (١)

ثالثاً : ألا يكون سماع صوت المظلوم وحل مشكلته حتّى في أثناء الصلاة من العبادة؟ (٢) فلو كان هذا العمل عبادة فالإمام عليّ عليه‌السلام قد يستغرق في هذه العبادة ويأتي بها من دون أن يكون هناك إشكال في البين بل هي عبادة ضمن عبادة.

أمّا ما يمكن أن يكون محل إشكال هو التوجّه إلى النفس والذات الفردية أثناء العبادة والصلاة ، وأمّا التوجّه إلى المظلوم وقضاء حاجته الذي يعد في نفسه عبادة فلا إشكال فيه.

والنتيجة هي أن هذا الإشكال مردود أيضاً ، وفي الحقيقة أن هدف المغرضين من طرح هذا الإشكال والإشكالات الاخرى هو تهميش هذا العمل وتضعيف دلالة الآية الشريفة على ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام.

__________________

(١) ورد في الحديث عن أمير المؤمنين عليه‌السلام : «إن المسكين رسول الله إليكم فمن منعه فقد منع الله ، ومن أعطاه فقد أعطى الله» (وسائل الشيعة : ج ٦ ، أبواب الصدقة ، باب ٢٢ ، ح ١١).

(٢) هناك روايات كثيرة في فضيلة الصدقة وآثارها ، منها ما ورد عن الإمام الباقر عليه‌السلام قال : «لأن أحج حجّة أحبّ إليّ من أن أعتق رقبة ورقبة حتّى انتهى إلى عشر ومثلها حتّى انتهى إلى سبعين ، ولأن أعول أهل بيت من المسلمين اشبع جوعتهم وأكسو عورتهم وأكفّ وجوههم عن الناس أحبّ إليّ من أن أحجّ حجّة وحجّة حتّى انتهى إلى عشر ومثلها حتّى انتهى إلى سبعين. (وسائل الشيعة : ج ٦ ، أبواب الصدقة ، الباب ٢ ، ح ٣).