الجواب : أوّلاً : إنّ الشواهد والقرائن الموجودة في الآيات الشريفة لا يمكن تطبيقها على جميع الأبرار ، بل تنطبق على أبرار معينين ، مثلاً يستفاد من هذه الآيات أن الأبرار المقصودين فيها هم الذين نذروا لله تعالى وعملوا بذلك النذر وتحركوا من موقع الإيثار العظيم في إنفاقهم على المسكين واليتيم والأسير ، وعليه فإنّ الآيات محل البحث لا تستوعب الأبرار الذين لم يتصفوا بهذه الصفات كالنذر وأشباهه.
ثانياً : على فرض أن الآيات المذكورة عامّة وشاملة لجميع الأبرار ولكن بدون شك أنها شاملة لشأن نزولها أيضاً بل إنّ الإمام عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام من أبرز مصاديق الأبرار قطعاً.
والخلاصة إنّ آيات سورة الدهر تعد من مناقب أهل البيت عليهمالسلام وفضائلهم ومن معالم أحقيتهم لمقام الإمامة والخلافة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله.
توصيات الآية
١ ـ أهميّة إسداء المعونة إلى المحتاجين
إنّ المحور الأساس الذي تدور حوله الآيات الثمانية عشر في هذه السورة والذي استوجب كلّ هذه المثوبات العظيمة هو مسألة إسداء يد العون إلى المحتاجين والمحرومين ، وهذا يدلُّ بوضوح على أهميّة هذه المسألة في دائرة المفاهيم القرآنية وأن الله تعالى يولي أهمية خاصّة إلى هذا الموضوع ، فكلُّ من أراد الدخول تحت مظلّة عناية الله ورحمته الواسعة يجب أن يهتم بقضاء حوائج المحتاجين وإشباع جوعة الجائعين ورفع حرمان المحرومين ، ولو انه ارتفع في مدارج الكمال أكثر من ذلك وتحرّك من موقع الإيثار إلى المحتاجين فلا شكّ أنّ عناية الله ولطفه ورحمته ستشمل هذا الإنسان ، ومن أجل توضيح هذا الموضوع وبيان أهمية مساعدة المحرومين والمحتاجين نذكر روايتين في هذا المجال :
١ ـ يقول الإمام علي عليهالسلام في كتابه ووصيته إلى ابنه الإمام الحسن عليهالسلام :
وَاعْلَمْ أَنَّ امَامَكَ عَقَبَةً كَئُوداً ، الْمُخِفُّ فِيهَا احْسَنُ حَالاً مِنَ الْمُثْقِلِ ، وَالْمُبْطِئ عَلَيْهَا اقْبَحُ حَالاً مِنَ الْمُسْرِعِ ، وَانَّ مَهْبِطَكَ بِهَا لَا مَحَالَةَ امَّا عَلَى جَنَّةٍ أَوْ عَلَى نَارٍ ، فَارْتَدْ لِنَفْسِكَ