«أذان» في الاصطلاح يراد به مجموعة الأذكار الخاصّة التي تقال حينما يحين وقت الصلاة لدعوة الناس إلى الصلاة والمسجد ولكن في اللغة يراد بها مطلق الإعلان ، فتارةً يكون الإعلان مقارناً للتهديد ، واخرى لإعلان الحرب ، وثالثة لإعلان وقت الصلاة ، وبتعبير آخر أن «الأذان» تعني إخبار الناس بالخبر بصورة علانية ، إذن فالأذان لا يختصُّ بالإعلان عن وقت الصلاة بل يستوعب معنىً واسعاً.
تفسير الآية ٤٢ من سورة الأعراف
حوار أهل الجنّة وأهل النار
ولأجل توضيح معاني ومفاهيم آية المؤذّن نرى من اللازم أن نبدأ بالآيات التي قبلها :
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ)
جملة (لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها) جاءت كجملة معترضة في الآية أعلاه وتشير إلى نكتة مهمة ، وهي أن جميع الأشخاص لا يستوون في الإيمان والعمل الصالح ولا يصحّ أن يتوقع الإنسان من جميع الناس التساوي في الإيمان والعمل الصالح ، بل كلُّ شخص يُكلّف بمقدار قدرته وإدراكه ولياقته ، وبدون شك أن إيمان الإمام علي عليهالسلام وسلمان وأبي ذرّ ليس بمستوى إيمان سائر الناس ، ولذلك فالمتوقع من هؤلاء الأشخاص الأولياء غير ما يتوقع من الأشخاص العاديين ، والخلاصة هي أن كلُّ إنسان مؤمن يدخل الجنّة بحسب قابليته وإيمانه وعمله الصالح.
(وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ)
فهنا تتحرّك الآية الشريفة لبيان صفات المستحقين للجنّة بعد ورودهم إليها فأوّل ما يواجه المؤمن لدى دخوله الجنّة هي أن الله تعالى يطهر قلبه من أدران الحسد والحقد تماماً ويعود إليها الصفاء والطهر والخلوص ، وكلمة «غلّ» تقال لحركة الماء الخفية تحت النباتات ، وبما أن عنصر الحسد والحقد يتحرك في قلب الإنسان بصورة خفية ومستورة فلذا قيل عنه بأنه «غلّ».