وأما مضمون
الروايات أعلاه فهو أنه : كان الإمام علي عليهالسلام يوماً يصلي في مسجد النبي ، فدخل سائل إلى المسجد وطلب
حاجته من المسلمين فلم يعطه أحد شيئاً ، وكان الإمام في حال الركوع فأشار للسائل إلى خاتمه فجاء
وانتزع الخاتم من إصبع الإمام وخرج من المسجد ، فنزلت حينئذٍ الآية الشريفة.
وهذا المضمون
للروايات الشريفة ورد في أكثر من أربعين رواية من الروايات التي وردت في شأن نزول
الآية محل البحث ، ونحن نقتصر هنا على استعراض ثلاث روايات منها ، وهي ما أورده
الفخر الرازي في تفسيره :
١
ـ رَوى عَطاء عن ابْنِ عَبّاس أَنها نَزَلَتْ فِي عَلِيٍّ بْنِ أَبي طالِب .
٢
ـ روي أن عبد الله بن سلام قال : لَمّا نَزَلَتْ هذِهِ الآيَةُ ، قُلْتُ : يا
رَسُولَ اللهِ أَنَا رَأَيْتُ عَلِيّاً تَصَدَّقَ بِخاتَمِهِ عَلى مُحْتاجٍ وَهُوَ
راكِعٌ فَنَحْنُ نَتَوَلّاهُ .
٣
ـ وهي الرواية الأهم
من بين الروايات في هذا الباب وهي نقلاً عن أبي ذرّ الغفاري وهذه الرواية أوردها
الفخر الرازي عن أبي ذرّ أنه قال :
قالَ
: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآله يَوْماً صَلاةَ
الظُّهْرِ ، فَسَأَلَ سائِلٌ فِي الْمَسْجِدِ فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدٌ فَرَفَعَ
السّائِلُ يَدَهُ إلَى السَّماءِ وَقَالَ : «اللهُمَّ اشْهَدْ انِّي سَأَلْتُ فِي
مَسْجِدِ الرَّسُولِ فَما أَعْطانِي أَحَدٌ شَيْئاً!» وَعَلِيٌّ كَانَ راكِعاً ،
فَأَوْمَأ إلَيْهِ بِخِنْصِرِهِ الْيُمْنى وَكَانَ فِيها خَاتَمٌ فَأَقْبَلَ
السّائِلُ حَتّى أَخَذَ الْخاتَمَ بِمَرْأى النَّبِيُّ صلىاللهعليهوآله فَقالَ صلىاللهعليهوآله : اللهُمَّ انَّ
أَخِي مُوسى سأَلَكَ فَقالَ : (رَبِّ اشْرَحْ لِي
صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي* يَفْقَهُوا
قَوْلِي* وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي* هارُونَ أَخِي* اشْدُدْ بِهِ
أَزْرِي* وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) فَأَنْزَلْتَ
قُرْآناً ناطِقاً : (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ
بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً) اللهُمَّ
وَأَنَا مُحَمَّدٌ نَبِيُّكَ وَصَفِيُّكَ فَاشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي
أَمْرِي وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي ، عَلِيّاً ، اشْدُدْ
__________________