مظهره حيث كان
يتظاهر بالقداسة والإيمان والتقوى ولكنه في الواقع شخصية منحطّة وسافلة ولا يعتقد
بالله ولا برسوله إطلاقاً .
وفي الآية التي
تليها يشير الله تعالى إلى واقع هذا الشخص «الأخنس» ونفاقه في حركة الحياة والواقع
الاجتماعي :
(وَإِذا تَوَلَّى سَعى
فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لا
يُحِبُّ الْفَسادَ)
فمن علامات نفاق
الأخنس وسائر المنافقين هو أنهم عند ما يخرجون من مجلسك يتحركون في حياتهم الفردية
والاجتماعية من موقع الإفساد في الأرض وإهلاك الحرث والنسل رغم علمهم بأن الله
تعالى لا يحبُّ هذه الأعمال القبيحة ، وطبعاً هناك احتمال أن كلمة «تولّى» تعني الولاية
والحكومة ، أي أن هؤلاء الأشخاص إذا استلموا زمام الامور وتولّوا أمر الحكومة
والسلطة أفسدوا في الأرض وزرعوا بذور النزاعات والفساد والانحطاط وعملوا على تخريب
المزارع وإهلاك الأنعام.
وقد ورد أنّ «الأخنس»
جاء إلى منطقة في بلاد الإسلام وشرع في الإفساد وتخريب مزارع المسلمين في تلك
المنطقة وقتل أغنامهم وحيواناتهم ، ولكنه عند ما جاء إلى النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله شرع بالتملّق والتحدّث بكلمات معسولة خادعة.
(وَإِذا قِيلَ لَهُ
اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ
الْمِهادُ)
وعند ما يسعى
المؤمن في نصيحة هؤلاء الأشخاص وتحذيرهم من مغبّة هذه الأعمال ويحثّهم على تقوى
الله تعالى واجتناب الأعمال الإجرامية ، والخلاصة عند ما يتحرّك على مستوى أمرهم
بالمعروف ونهيهم عن المنكر فإن هؤلاء المنافقين ليس فقط لا يستمعون إلى
__________________