وبعد أن وضع النبي
الأكرم صلىاللهعليهوآله عليّاً في فراشه خرج من مكّة متستّراً وتحرّك إلى جهة
الجنوب على عكس مسير المدينة حتّى وصل إلى غار ثور ، وبعد أن يأس الأعداء من
العثور عليه تحرّك إلى المدينة ووصل إليها بسلام.
لا شكّ أن ليلة
المبيت كانت ليلة حسّاسة ومهمة جدّاً ومصيرية بالنسبة إلى الإسلام والمسلمين وكان
بطل هذه الليلة هو أمير المؤمنين عليهالسلام وعند ما كان النبي متوجّهاً إلى المدينة أوحى الله تعالى
إليه بهذه الآية محل البحث حيث تحدّثت هذه الآية عن إيثار وتضحية الإمام علي عليهالسلام العظيمة.
اعترافات علماء
أهل السنّة
رأينا آنفاً ما
ورد في شأن نزول هذه الآية الشريفة ولا يختص ذلك بعلماء الشيعة بل نقله الكثير من
علماء أهل السنّة ، ومنهم : «الطبري» ، «ابن هشام» ، «الحلبي» ، «اليعقوبي» (وكلّهم من مشاهير
مؤرّخي أهل السنّة) و «أحمد» من فقهاء أهل السنّة و «ابن الجوزي» ، و «ابن الصبّاغ المالكي» .
والملفت للنظر ما
أورده «أبو جعفر الإسكافي» الشارح المشهور لنهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي
، حيث قال في هذا الصدد :
قد
ثبت بالتّواتر حديث الفراش ... ولا يجحده إلّا مجنون أو غير مخالط لأهل الملّة ...
وقد روى المفسّرون كلّهم : إنّ قول الله تعالى : ومن النّاس من يشري نفسه ابتغاء
مرضات الله انزلت في عليّ عليهالسلام ليلة المبيت على
الفراش .
__________________