قَبْل
نُزُولِكَ ، وَوَطِّىءِ الْمَنْزِلَ قَبْلَ حُلُولِكَ ، فَلَيْسَ بَعْدَ الْمَوْتِ
مُسْتَعْتَبٌ ، وَلَا إلَى الدُّنْيَا مُنْصَرَفٌ .
وهكذا نرى أن أفضل
وسيلة لعبور هذا المضيق الخطر والعقبة الكئود وأفضل زاد لسفر القيامة والورود في
صحراء المحشر هو مساعدة الفقراء والمحتاجين والإحسان إليهم ، فهذا العمل في
الحقيقة يشبه ما إذا دفعنا ما نحتاجه في صحراء المحشر إلى هؤلاء الفقراء والمساكين
في الدنيا ليحملوه عنا ثمّ يعيدونه إلينا في ذلك اليوم العسير ، فهل هناك أفضل من
هذه المعاملة المربحة؟
٢ ـ وينقل المحدّث
الكليني وهو من كبار علماء الشيعة حديثاً في الكافي عن الإمام الصادق عليهالسلام أنه قال :
ثَلَاثٌ
مَنْ اتَى اللهَ بِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ اوْجَبَ اللهُ لَهُ الْجَنَّةِ ؛ الْانْفاقُ
مِنْ اقْتَارٍ ، وَالْبِشْرُ
لِجَمِيعِ الْعَالَمِ
،
وَالْانْصَافُ مِنْ نَفْسِهِ.
وهكذا ندرك أهمية
أن يرى الإنسان حقّه وحقوق الآخرين بعين واحدة وينصف الناس من نفسه ، ولهذا ورد في
رواية اخرى قوله عليهالسلام :
انَّ
اللهَ يُحِبُّ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ الَّذِي يُحِبُّ لأِخيهِ ما يُحِبُّ
لِنَفْسِهِ وَيُكِرْهُ لَهُ مَا يُكْرِهُ لِنَفْسِهِ.
٢ ـ المعيار في
العمل ليس كميّته
والشيء الآخر الذي
يمكن أن نستوحيه من آيات سورة الدهر هي أن الإسلام يرى أن
__________________