١٦٦٧ ـ وكأنّه لهق السّراة كأنّه |
|
ما حاجبينه معيّن بسواد (١) |
فقال : «معيّن» ؛ مراعاة للهاء في «كأنه» ولم يراع البدل ـ حاجبيه ـ ومثله قول الآخر : [الكامل]
١٦٦٨ ـ إنّ السّيوف غدوّها ورواحها |
|
تركت هوازن مثل قرن الأعضب (٢) |
فقال : تركت ؛ مراعاة للسيوف ، ولو راعى البدل لقال : تركا.
فالجواب : أنّ هذا ـ وإن كان قد قال به بعض النحويين ؛ مستندا إلى هذين البيتين ـ مؤوّل بأن «معين» خبر ل «حاجبيه» لجريانهما مجرى الشيء الواحد في كلام العرب ، وأنّ نصب «غدوّها ورواحها» على الظرف ، لا على البدل. وقد تقدم شيء من هذا عند قوله : (عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ) [البقرة : ١٠٢].
وإن اعربوا «نعاسا» مفعولا من أجله لزم الفصل بين الصفة والموصوف بالمفعول له ، وكذا إن أعربوا «نعاسا» مفعولا به و «أمنة» حال يلزم الفصل ـ أيضا ـ وفي جوازه نظر ، والأحسن ـ حينئذ ـ أن تكون هذه جملة استئنافية جوابا لسؤال مقدّر ، كأنه قيل : ما حكم هذه الأمنة؟ فأخبر بقوله : «تغشى».
ومن قرأ بالياء أعاد الضمير على «نعاسا» وتكون الجملة صفة له ، و «منكم» متعلق بمحذوف ، صفة ل «طائفة».
فصل
قال أبو طلحة : غشينا النعاس ونحن في مصافّنا يوم أحد ، فكان السيف يسقط من أحدنا فيأخذه ، ثم يسقط فيأخذه (٣) ، وقال ثابت : عن أنس عن أبي طلحة قال : رفعت رأسي يوم أحد ، فجعلت ما أرى أحدا من القوم إلا وهو يميل تحت جحفته من النّعاس (٤).
__________________
(١) تقدم برقم ٧٠٥.
(٢) تقدم برقم ٧٠٣.
(٣) أخرجه البخاري كتاب المغازي باب ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا ... رقم (٤٠٦٨) ، (٨ / ٢٢٨) كتاب التفسير باب سورة آل عمران والنسائي في «الكبرى» كما في «تحفة الأشراف» (٣ / ٢٤٧) والترمذي كتاب التفسير باب سورة آل عمران والطبري في «تفسيره» (٧ / ٣١٧ ، ٣١٨) والبيهقي في «دلائل النبوة» (٣ / ٢٧٢) عن أبي طلحة الأنصاري.
وقال الترمذي : حديث حسن صحيح.
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ١٥٥) وزاد نسبته لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والطبراني وأبي الشيخ وابن مردويه وأبي نعيم في «دلائل النبوة».
(٤) أخرجه الترمذي (٥ / ٢٢٩) رقم (٣٠١٠) والطبري في «تفسيره» (٧ / ٣١٧) والحاكم (٢ / ٢٩٧) والبيهقي في «دلائل النبوة» (٣ / ٢٧٣) وقال الترمذي : حديث حسن صحيح.
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ١٥٥) وزاد نسبته لابن سعد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبي نعيم في «الدلائل».