(عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ) محرما في تملّكه لغير الله فانه بيت عتيق ، فمحرما
__________________
ـ وكانت تؤذي ابراهيم في هاجر وتغمه فشكا ابراهيم (عليه السلام) ذلك الى الله عز وجل فأوحى الله اليه : انما مثل المرأة مثل الضلع العوجاء ان تركتها استمتعت بها وان أقمتها كسرتها. ثم امره ان يخرج إسماعيل وامه عنها فقال : يا رب الى اي مكان؟ قال : الى حرمي وامتي واوّل بقعة خلقتها من الأرض وهي مكة فانزل الله عليه جبرئيل (عليه السلام) بالبراق فحمل هاجر وإسماعيل وابراهيم (عليه السلام) عليها وكان ابراهيم لا يمر بموضع حسن فيه شجر ونخل وزرع الا وقال : يا جبرئيل الى هاهنا الى هاهنا؟ فيقول جبرئيل : لا ـ امض امض حتى وافى مكة فوضعه في موضع البيت وقد كان ابراهيم عاهد سارة ألّا ينزل حتى يرجع إليها فلما نزلوا في ذلك المكان كان فيه شجرة فألقت هاجر على ذلك الشجر كساء كان معها فاستظلوا تحته فلما سرحهم ابراهيم ووضعهم وأراد الانصراف عنهم الى سارة قالت له هاجر : يا ابراهيم لم تدعنا في موضع ليس به أنيس ولا ماء ولا زرع فقال ابراهيم : الله الذي امرني ان أضعكم في هذا المكان حاضر عليكم ثم انصرف فلما بلغ كدى .. فقال : ربنا .... وفيه عن الفضل بن موسى الكاتب عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) قال : ان ابراهيم (عليه السلام) لما اسكن إسماعيل وهاجر مكة ودعها لينصرف عنها بكيا فقال لهما ابراهيم ما يبكيكما فقد خلفتكما في أحب الأرض الى الله في حرم الله ، فقالت له هاجر : يا ابراهيم ما كنت ارى ان نبيا مثلك يفعل ما فعلت ـ قال : وما فعلت؟ قالت : إنك خلفت امرأة ضعيفة وغلاما ضعيفا لا حيلة لهما بلا أنيس من بشر ولا ماء يظهر ولا زرع قد بلغ ولا ضرع يحلب! قال : فرقّ ابراهيم ودمعت عيناه عند ما سمع منهما فاقبل حتى انتهى الى باب بيت الله الحرام فأخذ بعضادتي الكعبة ثم قال : «اللهم اني أسكنت من ذريتي ..» قال ابو الحسن (عليه السلام) : فأوحى الله الى ابراهيم : ان اصعد أبا قبيس فناد في الناس : يا معشر الخلائق ان الله يأمركم بحج هذا البيت الذي بمكة محرما من استطاع اليه سبيلا فريضة من الله ، فمد الله لإبراهيم في صوته حتى اسمع به اهل المشرق والمغرب وما بينهما من جميع ما قدر الله وقضى في أصلاب الرجال من النطق وجميع ما قدر الله وقضى في أرحام النساء الى يوم القيامة فهناك يا فضل وجب الحج على جميع الخلائق والتلبية من الحاج في ايام الحاج هي إجابة لنداء ابراهيم (عليه السلام) يومئذ بالحج عن الله.