العبادة وسواها ، وهي أهمها ضلالا ، وأعمها إضلالا ، ثم و (لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ) تعم الجاعلين والأنداد المجعولة ، فإنهن يضللن كالداعين إليهن : (.. وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ ، رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ ...) (١٤ : ٢٦).
(قُلْ تَمَتَّعُوا) بكفركم وجعل الأنداد ، تمتعوا قليلا (فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ).
(قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ)(٣١).
«قل» يا رسول الهدى (لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا) والوصف دليل ان غير المؤمنين ايضا عباد الله مهما تخلفوا عن كونهم عبادا لله في كيانهم المختار ، فإنهم في أصل كونهم عباد (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً. لَقَدْ أَحْصاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً) (١٩ : ٩٣) .. إذا فإفراد (الَّذِينَ آمَنُوا) بالأمر لانفرادهم بالانتماء دون الكافرين المتعنتين.
وترى (الَّذِينَ آمَنُوا) لا يقيمون الصلاة ولا ينفقون حتى يؤمروا بهما وهما من اصول لزامات الايمان عمليا؟ (الَّذِينَ آمَنُوا) تعم كل من آمن ومنهم من لا يصلي ، ومنهم من يصلي ولا يقيمها ، ثم المقيمون لها قد يقيمونها في أجزائها وشروطها الظاهرية دون الباطنية الروحية ، والمقيمون لها تماما يؤمرون باستمراريتها وتكاملها ، وهكذا في الإنفاق ، فالآية في شطر من مضمونها كمثل (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) (٤ : ١٣٦) أمرا بمزيد الإيمان قلبيا وعمليا.
أجل وإن من أصول لزامات الإيمان إقام الصلاة والإنفاق مما رزقوا