إِلَيْهِمْ ..) كما (وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) في كل ما يحويه من حقائق ناصعة ناصحة جمة ، فالقرآن هو كتاب التفكير والتذكير ، كتاب الحياة الرسالية والرسولية لنبي القرآن.
إذا فلنا حجتان شرعيتان لا ثالثة لهما ولا .. : القرآن ونبي القرآن ، فما كان من القرآن او من السنة القدسية المحمدية .. وإلّا فلا حجة فيه ، ولا حجة في المروي عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلّا ما وافق القرآن ، ام لا يخالفه ، ام تواتر نقله عنه دون شك وريبة وكما يروى عن الامام الصادق (ع): «العلم ثلاثة كتاب وسنة ولا ادري» ثم ولا نجد حجة قاطعة على حجية ما سواهما من ادلة مذهبية شيعية او سنية ، كالإجماع والعقل والقياس والاستحسان والاستصلاح.
وحصيلة البحث عن آية الذكر انها تعم كل سئوال وسائل ومسئول ، وللسائل المسلم والمسئول الرسول والائمة من آل الرسول أولويتان اثنتان ، وخدة العقيدة ، وشرافة السائل والمسئول ، ومورد نزول الآية منحط سائلا ومنحط مسئولا مع اختلاف العقيدة بينهما ، فشمول الآية بالنسبة للمسلمين وأئمتهم أولى منهم ، إضافة إلى أن «فاسألوا» تفريعا للفرع على أصله دليل أنه ضابطة عامة كل سائل ومسئول في كافة الحقول.
(أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ) ٤٥.
الفاء هنا تفريع تقريع بناكري الرسالات وماكري الصدّ عنها ، على حجة الله القارعة في الرسالات المتواصلة البارعة ، سلسلة موصولة مرسولة على طول خط التكليف الى العالمين أجمعين ، فلا تفلّت عنها ام عن العذاب القارع على المتخلفين عنها.
وماكروا السيآت هم امكر الماكرين وأسوأ المسيئين حيث يظهرون السيآت بمظاهر الحسنات ، سيئات منافقة ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب ،