تجعلون لهم شقا من الألوهية ولله شقا آخر ، بل وشقهم أوفر وأوقر من شق الله حيث كنتم تعبدونهم من دون الله ، وتؤصّلونهم في مقدرات الحياة دون الله؟ فأين هؤلاء الآلهة المختلفة؟
وإذ ليس لهم جواب إلّا السكوت ، اختجالا من موقفهم البائس اللعين ، وأنهم لا يجدونهم كما كانوا يزعمون ، بل (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ) (٢١ : ٩٨) ف (لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها وَكُلٌّ فِيها خالِدُونَ) (٢١ : ٩٩).
لذلك يأتي الجواب من الذين أوتوا العلم (إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ) آلهة ومألوهين ، واما المعبودون الصالحون ، الرافضون لعبادتهم ، ف (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ) (٢١ : ١٠١).
وترى من هم (الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) هنا وجاه المشركين الجاهلين؟ أهم كافة الموحدين ، وقد عبر عنهم في آيات عدة هكذا (وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللهِ خَيْرٌ) (٢٨ : ٨٠) (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ) (٢٢ : ٥٤) (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ ..) (٣ : ١٨).
وكما عبر عن المشركين بالذين لا يعلمون : (وَقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْ لا يُكَلِّمُنَا اللهُ أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ) (٢ : ١١٨)؟.
إنهم كل من اذن له الرحمن وقال صوابا ، إذ (لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً) (٧٨ : ٣٨) فلا يختص بالمعصومين مهما كانوا أليق وأحرى ، ام يختص بهم كرامة لهم ولأنهم أليق بذلك وأولى ، أم هم الأصلاء الأولون ويتبعهم الباقون كما اتبعوهم يوم الدنيا وذلك أشد على الكافرين وأخزى ، رغم ما كانوا يخزون المؤمنين بايمانهم يوم الدنيا ، ولو كان هذا القول مخصوصا بهم لجيء بما يخصهم ك «المخلصين ـ السابقين ـ والمقربين»!.