(وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ) دون ان يفلت اي فالت ، او ان يلفت الى غير القاصد اي لافت.
(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (١٠) يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)(١١).
الماء نعمة بالغة فائقة ، ولا سيما النازل من السماء ، وكل مياه الأرض في الأصل هي من السماء ، و «أنزل» هنا دون «ينزل» قد تعني ذلك النزول الاوّل : (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ) (٢٣ : ١٨) مهما يستمر على طول الخط بعد الاوّل في تبخّرات الى السماء ثم سحاب ثم ترى الودق يخرج من خلاله ، وماء السماء «منه شراب» يصلح له لكل شارب إنسانا وحيوانا (وَمِنْهُ شَجَرٌ) وهو هنا كل متشجر من نابتات الأرض ، الشامل لغير ذي ساق قائم بنفسه حيث (فِيهِ تُسِيمُونَ) رعيا للمواشي ، فانه الاكثرية الساحقة من أكلها ، دون ذي السوق القائمة ، اللهم إلّا أوراقها.
فليس الشجر ـ فقط ـ ذا الساق القائم ، بل كل نابت كما هنا ، ام هو غير ذي ساق كما في (وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ) (٣٧ : ١٤١) فالقول انه ـ فقط ـ ذو الساق خلاف المستفاد من شجر القرآن.
ثم هناك (شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ) أنعامكم كالعشب وأوراق الأشجار ، وهنا شجر فيه تسيمون أنفسكم كالزرع وسائر الخضروات والثمرات.
«ينبت» الله (لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ) كلما يزرع (وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنابَ) كأفضل ما يزرع (وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ) النابتة من الأرض (إِنَّ فِي