ف (عَلَى اللهِ) كما كتب على نفسه (قَصْدُ السَّبِيلِ) تكوينا وتشريعا (فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)!.
وترى ما هي الصلة بين آية قصد السبيل والتي قبلها من خلق السماوات والأرض والإنسان والأنعام؟.
علها انهما تبينان ظاهر السبيل وباطنها وهما سبيلان في حياة الإنسان ، بهما يتكامل في بعدية الجسداني والروحاني.
فكما ان الله خلق السماوات والأرض والإنسان والانعام ، وليجتاز الإنسان في فسيح الكون مسافات (إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ). كذلك خلق الفطرة والعقل ، وشرّع الشرع لاجتياز العقبات الكئودة الى الله (إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ) بل ولا بشق الأنفس ، وهي البلدة الانسانية الروحانية ، والربانية ، فلو لا قصد السبيل على الله ، وجعلها من الله ، لم يكن للإنسان سبيل الى الله ، وانما قصد السبيل على الله دون جائر السبيل ، إذ ليس جائرها إلّا خروجا عن قصدها ، وليس ذلك الخروج مجعولا كأصل وجاه قصد السبيل ، فانما هو تخلّف عن الأصل!
وأما آيات الإزاغة والإضلال والختم ، فانها لا تدل على أن جائر السبيل أصل أولي كقاصدها حتى تكون على الله كما القاصد ، وانما الجائر فيها جزاء وفاق كأصل ثانوي : (فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) واما القصد فليس جزاء للقاصدين ، بل هو يعم كافة المكلفين فطرة وعقلية وشرعة ، ف (إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) إذا فقصد السبيل أصل هو قضية الفضل ، وجائرها الجزاء الوفاق فرع هو قضية العدل ، واين عدل من فضل وفرع من اصل؟.