الحسن بعد سيئه شكرا منهم متواصلا؟ : لذلك ففي استحياء النساء بمعناه الشامل بلاء دون الرجال إذ لم تكن فيهم ازالة الحياء بلواط وسواه!
(وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ)(٧)
آية التأذن هذه هي منقطعة النظير في القرآن كله ، فليست لتختص بذكريات موسى لقومه مهما شملتهم كأمة من الأمم المبشرة المنذرة ، ثم (وَقالَ مُوسى ..) قرينة لاحقة سابغة صابغة لها بصبغة العموم ، فلو كانت هي كسابقتها من تذكيرات موسى فلا موقع ل (وَقالَ مُوسى ..) مهما قالها موسى لقومه نقلا عما قال الله : (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ ..) وهو رب العالمين أجمعين طول الزمان وعرض المكان.
ولأن الأذان إعلام بإعلان ، فالتأذّن تأكد عام من الإعلام الإعلان ، فلا يخص أمة دون أخرى.
فذلك ـ إذا ـ تأذن عام في إذاعة قرآنية دائبة تضرب إلى أعمام الزمان كسنة جارية سارية المفعول للإنس والجان.
ومن لطيف التعبير هنا من اللطيف الخبير نسبة الزيادة للشاكر إلى نفسه تعالى تصريحا : «لأزيدنكم» ونسبتها للكافر إلى نفسه تلويحا : (إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ) وما الكفر هنا بردف الشكر إلّا ترك الشكران جهلا بالمنعم فكفرا ، أم تجاهلا فكفران ، والعذاب الشديد يعم الكفرين مهما اختلفت دركاته بدركاتهما ، عذابا في الروح وعذابا في الجسم ، عذابا في الأولى وآخر في الأخرى ، كل حسب الحكمة العالية من العدل الحكيم ، وكما الزيادة في الشكر يعم كل هذه وتلك في درجات حسب الدرجات وبركات فوق بركات ، كل حسب الرحمة المتعالية من الرؤوف الرحيم.
وهنا نقف أمام هذه الحقيقة بين الخوف والرجاء ، اطمئنانا بالوعد