اسلاميا ، ام نقلا عن شرايع سابقة ، في عدم تقبّل النسخ ، إلّا أن ينسخه القرآن نفسه ، ولا نسخ لجواز إتيان النساء من أعجازهن ، وقد نسخت حلية التناكح بين المؤمنة والكافر ، فآية لوط ـ إذا ـ منسوخة من هذه الجهة ، كما نسخت حلية التناكح بين مؤمن ومشركة ، فآية امرأة نوح وامرأة لوط منسوخة من هذه الجهة.
وعلى اية حال انه هتاف للفطرة الانسانية مهما كانت دخيلة غير سليمة لعلها تستيقظ في هذا العرض لعرض النبوة السامية.
ولكنما القوم المرضى هم غارقون في سعارهم وشعارهم المتهتك اللعين ، ولحد القول :
(لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ)(٧٢).
فهم لا يفيقون ولا يسمعون هواتف الفطرة ، وعواطف الانسانية ، والشرعة الإلهية ، لا! وحتى الفطرة الحيوانية السليمة ، دائبون في سكرتهم ، غارقون في سعرتهم «يعمهون» تشبيها للمتلدد في غمرات الغي ، بالمتردد في غمرات السكر ، حيث يترددون في غيهم ، ويتسكعون في ضلالهم!.
«لعمرك» هنا قسما بحياة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) يخصه في سائر القرآن دون سائر النبيين (١) فهو فضيلة له خاصة لا يدانيه فيها ولا يساميه احد من العالمين ، ولا نجد قسما إلهيا في القرآن بهذه الدرجة السامية إلّا «وربك» فانها فوقه بغير حساب.
«لعمرك» وأنت في أعلى عليين «انهم» وهم في أسفل سافلين (لَفِي
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ١٠٢ اخرج ابن مردويه عن أبي هريرة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : ما حلف الله بحياة احد الا بحياة محمد قال : لعمرك انهم لفي سكرتهم يعمهون وحياتك يا محمد!.