قد تعني «لم أكن لسجدة» فلو كان كياني ككل لسجدة كيفما كانت ولأي كانت كنت ولا بد من ان اسجد كالملائكة دونما استصلاح ولكنّ لي كيانا ناريا فأسجد أحيانا واتركها اخرى كما أرى وهنا لست لأسجد ، إذ (خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) وكأن في ذلك تعريضا بالملائكة ، فكأنهم لسجدة حتى سجدوا على أدنى منهم دونما سؤال واعتراض! فهم ـ على ما هم عليه ـ لسجدة ولم أكن أنا لسجدة!.
لا هنا ولا في سائر القرآن لا نجد جوابا لقياس إبليس إلّا امرا بخروجه عن الجنة وعن جوار القرب ، رجما ولعنة الى يوم الدين كما هنا ، أمّا شابهه (مَذْمُوماً مَدْحُوراً) أماهيه.
لماذا؟ لان سخافة هذه القالة بالغة لدرك أسفل ، لحدّ لا يصلح كلمة الجواب إلّا واقعه : «فاخرج» ام ولمحة كجواب (فَما يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيها) والتكبر على الله ذنب لا يساوى باي ذنب حتى الشرك والإلحاد!.
(قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ)(٣٤).
هنا وفي غيرها «فاخرج» دليل انه كان مع آدم في الجنة ، فهل أخذ الله طينة آدم من الأرض ، وسوّاه ونفخ فيه من روحه في الجنة ، ام في الأرض ثم عرج به الى الجنة ، ام خلقه من تراب الجنة؟.
قد تلمح (فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ) لثالث ثلاثة ، حيث السجدة واقعة بعد خلقه دون فصل ، فلا تفسح مجالا لعروجه قبلها الى الجنة ، ام كانت السجدة بعد خلقه في الأرض ثم عرج به الى الجنة للامتحان ثم أهبط ، كما و (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) ترجحه؟ إلّا أن تعنى الغاية الواصل إليها بعد خلقه في الجنة وهي الخلافة في الأرض! انا لا أدري وربي اعلم بما قال.