هي سبب الإيجاد لا من شيء الذات ، وانما لا من شيء أو من شيء مخلوق من قبل.
ثم وهذه الخزائن وهي الصفات الفعلية الإلهية ، هي خزينة العلم والقدرة والحياة الصادرة عنها كلّ شيء ، المنتهية إلى الإرادة تكوينية وتشريعية.
فلا افتراق في خزائن التكوين والتشريع أن له ـ مثلا ـ خزينة الخلق ولغيره تقدير الخلق ، ام له الخلق والتدبير ولغيره تطويره وتغييره ، بل الخزائن كلها لكل شيء عنده لا سواه ، حتى اقرب المقربين محمد (صلى الله عليه واله وسلم) والمحمديين من عترته الطاهرين.
و «شيء» هنا يعم الشيء الكائن ، والذي يصح ان يكوّن ، فكما لتكوين كل شيء خزائن ، كذلك لكل كائن خزائنه بعد تكونه استبقاء لكونه ، واستكمالا.
فالشيء أيا كان ، هو الآن كما كان قبل كونه ، افتقارا الى الله ، إذ لا يكسب بتكونه استقلالا واستغناء عن الله.
ولأن «نا» حيث تعني الذات بجمعية الصفات ، ليس له مكان ، كذلك «عندنا» بعيدا عن اي زمان ومكان واي «كان» إلّا الذات المقدسة المكونة لكل الأكوان.
لذلك ، فلا يعني التنزيل نزولا من عل في مكان ، وانما نزولا عن المشيئة الإلهية أيا كان ذلك الشيء ، وكما (أَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتابَ بِالْحَقِّ) (٢ : ٢١٣) و (ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً) (٣ : ١٥٤) (ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها) (٩ : ٢٦) (وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ) (٣٩ : ٦) (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ) (٥٧ : ٢٥) ... كل ذلك واضرابها تشمله (وَما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) مهما كان من الأشياء السماوية تنزل من عل