ف (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ؟).
إذا ف «خزائن الله الكلام فإذا أراد شيئا قال له كن فكان» (١) وهو الكلمة التكوينية : (إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (٣٦ : ٨٢) و «قوله فعله».
ولماذا «خزائنه» و (إِنْ مِنْ شَيْءٍ) تختزن كل شيء بحاله وبمفرده؟ لان كل شيء بحاجة الى جمعية خزائن العلم والقدرة والرحمة رحمانية ورحيمية! وهذه الخزائن هي الصفات الذاتية الإلهية بما هي المنشأ للصفات الفعلية خلقا وتقديرا وتغييرا وتطويرا اماهيه من شيء الذات ، خلقا لا من شيء ، ام خلقا من شيء ، ومن شيء الأفعال والصفات والحالات.
فالعندية هنا هي الصفاتية الفعلية الحاضرة للذات المقدسة بمبدإ الصفات الذاتية.
فكما الأشياء ليست عند الله كمظروف في ظرف ، او وليد في والد ، كذلك خزائنها مهما بان البون بينها وبين خزائنها ، حيث الخزائن هي الكلمة التكوينية الصادرة عن مصدر الذات منشأة من الصفات الذاتية ، والأشياء مخلوقة في البداية لا من شيء ، ثم شيء من شيء.
وليست الارادة الإلهية والدة لها كما الذات ، إذ (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) وانما
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ٩٥ ـ اخرج البزاز وابن مردويه في العظمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ...
وفي تفسير البرهان ٣ : ٣٢٨ ـ ابن بابويه بسند عن مقاتل بن سليمان قال قال ابو عبد الله الصادق (عليه السلام) لما صعد موسى الطور فنادى ربه عز وجل قال : رب ارني خزائنك ، قال يا موسى انما خزائني إذا أردت شيئا ان أقول له كن فيكون.