واما المستحيل الذاتي فليس شيئا حتى تشمله لفظة «شيء» فلا تتعلق به القدرة فانها تتعلق بشيء كائن ام الممكن تكوينه ، وبصيغة اخرى كضابطة شاملة ، هنا شيء مطلق بحقيقته الشيئية وإطلاقها ، المستحيل عليه اللاشيئية ام اي تحول ، وهو شيء الذات المقدسة الإلهية ، فانه شيء لا كالأشياء ، سرمدية الذات أزليا وابديا ، وهو الذي شيّأ الأشياء.
ثم مطلق الشيء ، بنسبيته الشيئية ومجازها ، فعلية كالكائن ، ام شأنية كالذي يمكن تكوينه ، وافقته المصلحة الكونية ام لم توافقه ، بفارق ان الثانية لن تكوّن لأنه خلاف المصلحة.
ومن ثم لا شيء مطلق ليس بالإمكان ان يكون أيا كان وأيان ، وهو المستحيل ذاتيا كاجتماع النقيضين وارتفاعهما.
والشيء غير الصالح تكوينه في هذا البين هو شيء لاصل امكانيته ولا شيء لاستحالة وقوعه ، والذي (عِنْدَنا خَزائِنُهُ) هو الممكن الصالح تكوينه ، كائنا ام سوف يكوّن.
والخزائن جميع الخزينة وهي المحفظة ، يحفظ فيها الشيء عن الضياع ، او مادة الشيء التي تولّده ، ام يحفظ فيها ما به الشيء شيء ، تكوينا بلا ولادة ، وهي الخزانة التكوينية كما الإرادة الإلهية بعلمه المحيط على رحمته : (قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ) (١٧ : ١٠٠) (قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ) (٦ : ٥٠) (وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ) (١١ : ٣١) (أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ) (٣٨ : ٩) (وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ) (٦٣ : ٧). فخزائن الله رحمة وعلما وقدرة خاصة بالله ، لا يخوّلها لأحد من خلقه حتى الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) فضلا عمن سواه :