طالب أخي ، أشدد به أزري ، وأشركه في أمري.
قال ابن عبّاس : سمعت مناديا ينادي : يا أحمد! قد أوتيت ما سألت » (١).
وقد سبق في أثناء كلامنا على الآية الأولى من الآيات التي ذكرها المصنّف رحمهالله ، أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم دعا بمثل هذا الدعاء فنزل قوله تعالى : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ... ) (٢) الآية ، وقد نقلناه عن الثعلبي والرازي ؛ فراجع (٣) ، وهو مؤيّد لهذه الأخبار.
كما يؤيّدها حديث المنزلة ، الذي كاد أن يكون متواترا ، أو هو متواتر (٤).
وأمّا دلالتها على إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام ؛ فلإفادتها ثبوت خصائص هارون له ، فيكون مثله في تحمّل العلوم ، ووجوب طاعة الأمّة له ، ورئاسته عليهم ؛ لأنّ هارون شريك موسى في أمره.
فعليّ عليهالسلام مثله بالنسبة إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، سوى أنّ عليّا ليس بنبيّ ، كما استثنى النبوّة حديث المنزلة ، ودلّ الكتاب العزيز على أنّ محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم خاتم النبيّين ..
فتحمل تلك الأخبار المذكورة على إرادة المشاركة في ما عدا النبوّة ، فتثبت لعليّ عليهالسلام الإمامة والرئاسة العامّة على الأمّة ، حتّى في أيّام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لكنّه ساكت في حياة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إلّا في ما قلّ ، كما
__________________
(١) منهاج الكرامة : ١٤٤ ؛ وانظر : ما نزل من القرآن في عليّ : ١٣٨.
(٢) سورة المائدة ٥ : ٥٥.
(٣) تفسير الثعلبي ٤ / ٨٠ ـ ٨١ ، تفسير الفخر الرازي ١٢ / ٢٨ ؛ وانظر : ج ٤ / ٣١٠ ـ ٣١١ من هذا الكتاب.
(٤) مرّ تخريجه مفصّلا في ج ٤ / ٣٠٥ ه ١.