وإذهاب الرجس عنه (١)؟! والخمر رجس كما صرّح به الكتاب العزيز (٢) ، لكنّ القوم لم يبالوا بتكذيب الله ورسوله إذا صدّقوا هواهم (٣)!!
وقد اجترأ هذا الناصب على إمام الحقّ وسيّد الخلق بما هو أعظم من ذلك (٤) ، ضاعف الله تعالى له جزاء ما عمل ، إنّه خير الحاكمين.
وما أكثر ما لغا في المقام بنقل أخبار قومه التي لا تقوم حجّة على خصمه ، وبذكر الأمور الواهية التي لا يليق بنا نقلها وردّها.
ثمّ إنّ من جملة ما نقله المصنّف رحمهالله قول ابن عبّاس : « ما نزل في أحد من كتاب الله ما نزل في عليّ عليهالسلام » ، وهو ممّا نقله ابن حجر في « الصواعق » (٥) عن ابن عساكر (٦).
ويشهد لصحّته وصحّة قول مجاهد ـ الذي ذكره المصنّف (٧) ـ الأخبار المستفيضة الدالّة على نزول ما سبق من الآيات وغيرها فيه.
بل حكى ابن حجر أيضا ، عن ابن عساكر ، عن ابن عبّاس ، أنّه
__________________
(١) في قوله تعالى : ( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) سورة الأحزاب ٣٣ : ٣٣.
(٢) في قوله تعالى : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ ... ) سورة المائدة ٥ : ٩٠.
(٣) قد حقّق رائد المحقّقين العلّامة الأكبر السيّد حامد حسين النيسابوري اللكهنوي واقع الحال في هذه القضيّة ، وأثبت أن الغرض من وضع النواصب هذا الخبر هو التغطية على الحقيقة ، وهي إصرار المشايخ وكبار الأصحاب على شرب الخمر حتى بعد تحريمها ، ومن شاء التفصيل فليرجع إلى كتاب ( استقصاء الإفحام في الردّ على منتهى الكلام ).
(٤) منهاج السنّة ٧ / ٢٣٢ و ٢٣٧.
(٥) في المقام السابق [ ص ١٩٦ ]. منه قدسسره.
(٦) انظر : تاريخ دمشق ٤٢ / ٣٦٣.
(٧) انظر الصفحة ٣٦١.