ولا ينافي صحّة رواية أبي نعيم تصريحها بزفاف عليّ بين الرسولين الكريمين ، فإنّه لا يقتضي فضله على نبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بل هو لخصوصية ، كتقديم إبراهيم والنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم معا بالكسوة ، لخصوصية الخلّة ، لا للمساواة بينهما.
ويعرف ذلك من جعل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في الحديث صفوة الله ، فإنّه ينفي احتمال مساواته لإبراهيم ، وفضل عليّ عليهالسلام على النبيّ (١).
* * *
__________________
(١) ويؤيّد هذا ما روي عن أنس ، قال : كان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا أراد أن يشهر عليّا في موطن أو مشهد علا على راحلته وأمر الناس أن ينخفضوا دونه ؛ وإنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم شهر عليّا يوم خيبر فقال :
« أيّها الناس! من أحبّ أن ينظر إلى آدم في خلقه ، وأنا في خلقي ، وإلى إبراهيم في خلّته ، وإلى موسى في مناجاته ، وإلى يحيى في زهده ، وإلى عيسى في سنّته ، فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب ... » الحديث.
انظر : تاريخ دمشق ٤٢ / ٢٨٨ و ٣١٣ ، مناقب الإمام عليّ عليه السلام ـ للخوارزمي ـ : ٨٣ ح ٧٠ ، فرائد السمطين ١ / ١٧٠ ح ١٣١ ، ينابيع المودّة ١ / ٣٦٣ ح ١ وج ٢ / ١٨٣ ح ٥٢٧ و ٥٢٨ وص ٣٠٦ ح ٨٧٤.