وقال الآخر [من الطويل] :
٢٣١ ـ أفي كلّ عام مأتم تبعثونه |
|
على محمر ثوّبتموه وما رضا |
وذلك كله على حذف مضاف تقديره : «اليوم شرب خمر» ، و «لبس الجباب شهرين وشرب الثلج شهرين» ، و «أفي كلّ عام حدوث مأتم»؟ ، و «أكلّ عام أخذ نعم»؟ وكذلك إذا قلت : كان الحجّاج زمن ابن مروان ، تقديره : كان أمر الحجّاج زمن ابن مروان.
وإنّما جاز وقوع ظروف الزمان أخبارا عن المصادر ، نحو : «القتال اليوم» ، لأنّك قصدت أن تخبر بوقت القتال وهو وقت وقوعها ، وذاك قد يكون غير معلوم ، فيكون في الإخبار به فائدة.
فإن أردت بالإخبار بظرف الزمان عن وقت وقوع الجثث ، فقد آل المعنى إلى الإخبار عن المصدر ، لأنّ الوقوع من المصادر.
______________________
٢٣١ ـ التخريج : البيت لزيد الخيل الطائي في ديوانه ص ٦٧ ؛ وخزانة الأدب ٩ / ٤٩٣ ، ٥٠٠ ؛ والرد على النحاة ص ١٢٠ ؛ وسمط اللآلي ص ٤٩٦ ؛ وشرح أبيات سيبويه ١ / ١٢١ ؛ والشعر والشعراء ١ / ٢٩٣ ؛ والكتاب ١ / ١٢٩ ، ٤ / ١٨٨ ؛ ولسان العرب ١٢ / ٤ (أتم) ؛ ونوادر أبي زيد ص ٨٠.
اللغة : المأتم : الجماعة من النساء يجتمعن لحزن أو فرح. فرس محمر : هجين يشبه الحمير. ثوبتموه : أعطيتموه أجرا وثوابا. رضا : أصلها رضي ، ثمّ قلبت الياء ألفا على لغة طيّىء لفتح ما قبلها.
المعنى : إنكم تجمعون نساء ليبكين في كل عام على فرس هجين جعلتموه جزاء لنا على معروف صنعناه لكم.
الإعراب : أفي كلّ : «الهمزة» : حرف استفهام ، «في كلّ» : جار ومجرور متعلّقان بالخبر المقدم المحذوف. عام : مضاف إليه مجرور بالكسرة. مأتم : مبتدأ مرفوع بالضمّة. تبعثونه : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة ، و «الواو» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل ، و «الهاء» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به. على محمر : جار ومجرور متعلّقان بـ (تبعثونه). ثوبتموه : «ثوّب» : فعل ماض مبني على السكون ، و «تم» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل ، و «الواو» : للإشباع ، و «الهاء» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به. وما : «الواو» : حالية ، «ما» : نافية. رضا : فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف ، مبني للمجهول ، ونائب الفاعل : ضمير مستتر تقديره (هو).
وجملة «في كل عام مأتم» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «تبعثونه» : في محلّ رفع صفة لـ (مأتم). وجملة «ثوبتموه» : في محلّ جرّ صفة لـ (محمر). وجملة «ما رضا» : في محلّ نصب حال.
والشاهد في قوله : «في كل عام مأتم» حيث أخبر بـ (في كل عام) عن اسم العين «مأتم».