أي براءة ، وكثيرا ما تستعمل «ما» ظرفية مصدرية في كلامهم ، قال الشاعر [من الوافر] :
٧٧ ـ أطوّف ما أطوف ثم آوي |
|
إلى بيت قعيدته لكاع |
أي : أطوف مدة تطويفي.
[١٢ ـ من] :
وأما «من» فإنّها تقع على من يعقل وعلى ما لا يعقل إذا اختلط بمن يعقل فيما وقعت عليه من أو فيما فصّل بـ «من» ، وعلى ما لا يعقل إذا عومل معاملة من يعقل من المذكرين والمؤنثات.
فمثال وقوعها على من يعقل قوله تعالى : (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ
______________________
٧٧ ـ التخريج : البيت للحطيئة في ملحق ديوانه ص ١٥٦ ؛ وجمهرة اللغة ص ٦٦٢ ؛ وخزانة الأدب ٢ / ٤٠٤ ، ٤٠٥ ؛ والدرر ١ / ٢٥٤ ؛ وشرح التصريح ٢ / ١٨٠ ؛ وشرح المفصّل ٤ / ٥٧ ؛ والمقاصد النحويّة ١ / ٤٧٣ ، ٤ / ٢٢٩ ؛ ولأبي الغريب النصري في لسان العرب ٨ / ٣٢٣ (لكع) ؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤ / ٤٥ ؛ والدرر ٣ / ٣٩ ؛ وشرح ابن عقيل ص ٧٦ ؛ والمقتضب ٤ / ٢٣٨ ؛ وهمع الهوامع ١ / ٨٢ ، ١٧٨.
اللغة والمعنى : أطوّف : أتنقّل من مكان إلى آخر. آوي : ألجأ. القعيدة : التي تقعد فيه ، أي امرأته. لكاع : لئيمة أو حمقاء.
يقول : يتنقّل كثيرا من أجل اكتساب الرزق ، ثم يعود إلى بيته حيث يجد امرأته اللئيمة الحمقاء.
الإعراب : أطوّف : فعل مضارع مرفوع ، والفاعل : أنا. ما : مصدريّة ظرفيّة. أطوّف : فعل مضارع مرفوع ، والفاعل : أنا والمصدر المؤول من «ما» وما بعدها في محل نصب ظرف زمان. ثم : حرف عطف.
آوي : فعل مضارع مرفوع ، والفاعل : أنا. إلى بيت : جار ومجرور متعلّقان بـ «آوي». قعيدته : مبتدأ مرفوع ، وهو مضاف ، والهاء في محلّ جرّ بالإضافة. لكاع : خبر المبتدأ مبنيّ على الكسر في محلّ رفع.
وجملة (أطوّف ما أطوّف) الفعليّة لا محلّ لها من الإعراب لأنّها ابتدائيّة. وجملة (أطوّف) الفعليّة لا محلّ لها من الإعراب لأنّها صلة الموصول. وجملة (آوي) الفعليّة معطوفة على جملة «أطوّف» الأولى. وجملة (قعيدته لكاع) الاسميّة في محل نعت لـ «بيت».
والشاهد فيه قوله : «إطوّف ما أطوّف» حيث استعمل «ما» هنا ظرفية مصدرية والتقدير : أطوّف مدّة تطويفي.