[٤ ـ تقدم المفعول به على الفاعل] :
وقد يجوز تقديم المفعول على الفاعل ، وذلك بشرط أن يكون في الكلام إعراب مبيّن ، نحو : «ضرب زيدا عمر» ، أو معنى مبين ، نحو : «أكل كمثرى موسى» ، أو تابع مبيّن ، نحو : «ضرب موسى الكريم عيسى العاقل» ، أو لفظ مبيّن ، نحو : «ضربت موسى سلمى» ، لأنّ التاء علامة لتأنيث الفاعل. فإن لم يكن في الكلام شيء من ذلك ، فالفاعل هو المقدّم والمفعول هو المؤخّر.
والمفعول بعد ذلك ينقسم بالنظر إلى تقديمه على الفاعل وتأخيره عنه ثلاثة أقسام :
قسم يلزم فيه تقديم المفعول على الفاعل ، وذلك إذا كان المفعول ضميرا متصلا والفعل ظاهرا ، نحو : «ضربني زيد». أو يكون المفعول مضافا إليه المصدر المقدّر بـ «أن» والفعل أو اسم الفاعل ، نحو : «يعجبني ضرب زيد عمرو» ، و «هذا ضارب زيد أبوه» ، أي : ضارب زيدا أبوه. أو يكون الفاعل مقرونا بـ «إلّا» نحو : «ما ضرب زيدا إلّا عمرو» ؛ أو في معنى المقرون بـ «إلّا» نحو : «إنّما ضرب زيدا عمرو» ، يريد : ما ضرب زيدا إلّا عمرو ؛ أو متّصل بالفاعل ضمير يعود على المفعول ، نحو : «ضرب زيدا غلامه» أو في ضرورة شعر ، نحو قوله [من الطويل] :
٦٢ ـ وكانت لهم ربعيّة يحذرونها |
|
إذا خضخضت ماء السّماء القبائل |
______________________
٦٢ ـ التخريج : البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص ١١٩ ؛ ولسان العرب ٧ / ١٤٤ (خضض) ، ٨ / ١٠٦ (ربع) ؛ جمهرة اللغة ص ١١٢٨ ؛ وتاج العروس ٢١ / ٥٦ (ربع).
اللغة : الربعيّة : غزوة تتمّ في فصل الربيع ، وميرة القوم أوّل الشتاء (ما يأتون به لطعامهم).
خضخضت : حرّكت.
المعنى : لقد كانت لهم غزوة يخشونها في الربيع (أو كانت لديهم مؤونة الشتاء يخافون عليها) عند ما تحرّك القبائل ماء السماء المتجمّع لتروي دوابّها.
الإعراب : وكانت : «الواو» : بحسب ما قبلها ، «كانت» : فعل ماض ناقص ، و «التاء» : للتأنيث. لهم : جار ومجرور متعلّقان بخبر (كان) المحذوف. ربعية : اسم (كانت) مرفوع بالضمّة. يحذرونها : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة ، و «الواو» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل ، و «ها» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به. إذا : ظرف زمان بمعنى حين متعلق بـ (يحذرونها). خضخضت : فعل ماض مبني على الفتح ، و «التاء» : للتأنيث. ماء : مفعول به منصوب بالفتحة. السماء : مضاف إليه مجرور بالكسرة. القبائل : فاعل مرفوع بالضمّة. ـ