عندك ، ومنه قوله تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً*) (١).
وإذا كانت مع «ما» وأريد بها معنى «الذي» و «التي» وقعت على ما لا يعقل من المذكرين والمؤنثات ، نحو : «ماذا عندك»؟ تريد : ما الذي عندك؟ أو ما التي عندك؟ وقولنا : أريد بها معنى «الذي» و «التي» تحرز منها إذا جعلت معها بمنزلة اسم واحد ، فتكون «ماذا» و «من ذا» حينئذ بمنزلة «من» وحدهما.
[١٣ ـ أل] :
واختلف النحويون في الألف واللام بمعنى «الذي» و «التي» ، هل هي اسم أم حرف؟ فمذهب جمهور النحويين أنّها اسم ، واستدلوا على ذلك بعود الضمير عليها في مثل قول العرب : «مررت بالقائم أبوهما» ، والضمائر لا تعود إلّا على الأسماء. وذهب المازني ومن أخذ بمذهبه أنها حرف ، والضمير عنده عائد على موصوف محذوف لأنّ معنى قولك : «بالقائم أبوهما» ، بالرجلين القائم أبوهما.
وهذا الذي ذهب إليه فاسد. بدليل أنه لا يجوز حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه إلّا إذا كانت الصفة خاصة ، نحو : «مررت بمهندس» ، أي : برجل مهندس ، لأنّ الهندسة من صفة من يعقل. أو يتقدّم ما يدل على الموصوف من نعته ، نحو قولهم : «ألا ماء ولو باردا» ، يريد : ولو ماء باردا ، فحذف للدلالة.
ولو كان الأمر على ما زعم ، لوجب أن لا يجوز : «مررت بالقائم أبوهما» وأشباهه ، لأنها صفة غير خاصة ، ولا تقدّم ما يدلّ على الموصوف.
______________________
ـ فاعل. والمصدر المؤول من «أن» وما بعدها سدّ مسدّ مفعولي «علم». «فلم» : الفاء حرف عطف ، «لم» : حرف جزم. «أنكل» : فعل مضارع مجزوم ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : «أنا». «عن الضرب» : جار ومجرور متعلّقان بـ «أنكل». «مسمعا» : مفعول به للمصدر «الضرب».
وجملة القسم المحذوفة : «أقسم» ابتدائية لا محل لها. وجملة : «لقد علمت ...» جواب القسم لا محلّ لها من الإعراب. وجملة : «لحقت» في محلّ خبر «أنّ». وجملة : «لم أنكل» معطوفة على سابقتها.
الشاهد فيه قوله : «أولى المغيرة» حيث يريد بها «أصحاب المغيرة».
(١) البقرة : ٢٤٥ ؛ والحديد : ١١.