«أخيك» ، و «أبيك» ، و «حميك» و «هنيك» ولا يطّرد في «فيك» ولا في «ذي مال» ، لأنّه لا يجوز إفرادهما ، فالجواب أنّهما حملا على سائر أخواتهما في الإتباع.
ولما أتبعوا في هذه الأسماء ما قبل الآخر قالوا في الرفع : «جاءني أخوك» ، ثم حذفوا الضمة من الواو استثقالا فقالوا : «جاءني أخوك» ، وقالوا في النصب : «رأيت أخوك» ، تحركت الواو وقبلها فتحة فقلبت ألفا ، فقالوا : «رأيت أخاك». وقالوا في الخفض : «مررت بأخوك» ، ثم حذفوا الكسرة من الواو استثقالا ، فبقيت ساكنة وقبلها كسرة ، فقلبت ياء فقالوا : «مررت بأخيك» ، وكذلك التعليل في سائر هذه الأسماء.
[٦ ـ المثنى والجمع] :
وأما التثنية والجمع فالناس فيها على ثلاثة مذاهب :
منهم من ذهب إلى أنّهما معربان بالحروف (١). ومنهم من ذهب إلى أنّهما معربان بالحركات المقدرة في الحروف (٢). ومنهم من ذهب إلى أنّهما معربان بالتغيير والانقلاب في حال النصب والخفض وعدم التغيير في الرفع (٣).
فأما من ذهب إلى أنهما معربان بالحروف ، فمذهبه فاسد من ثلاثة أوجه : الأول : أنّ الإعراب زائد على الكلمة ، وإذا قدّر إسقاطه لم يخلّ بالكلمة ، ولو قدّرنا إسقاط هذه الحروف لا ختلّ معنى التثنية والجمع.
والوجه الآخر : أنّ هذه الحروف تدلّ على التثنية والجمع ، فلو كانت علامات للإعراب لأدّى ذلك إلى أن كلّ واحد منهما على معنيين في حال واحد ، والحرف لا يدلّ في حين واحد على أكثر من معنى واحد.
والوجه الثالث : أنّ الإعراب يحدثه العامل ، وهذه الحروف موجودة قبل دخول العامل ، لأنهم قالوا : «زيدان» و «زيدون» ، كما قالوا : «اثنان وثلاثون» قبل التركيب فدلّ ذلك على أنهما ليسا معربين بالحروف في الرفع ، وإذا ثبت ذلك حمل النصب والخفض عليه
______________________
(١) هذا مذهب قطرب والكوفيين. انظر المسألة الثالثة من مسائل الإنصاف في مسائل الخلاف. ص ٣٣.
(٢) هذا مذهب البصريين. انظر المسألة الثالثة في الإنصاف في مسائل الخلاف. ص ٣٣.
(٣) هذا مذهب أبي عمر الجرميّ. انظر المسألة الثالثة في الإنصاف في مسائل الخلاف. ص ٣٣