بـ «متى» ، نحو : «سرت يوم الجمعة» ، ألا ترى أنّ ذلك يصلح في جواب من قال : «متى سرت»؟
[٤ ـ ظرف المكان] :
وظرف المكان : هو اسم المكان ، نحو : «جلست خلفك وأمامك» ، أو ما قام مقامه ، نحو : «جلست مكانا قريبا منك» ، أصله جلست مكانا قريبا منك ، ثمّ حذف الموصوف وهو «مكان» ، وأقيمت صفته مقامه ، وهو قريب ، ولا يتصوّر إلّا في الصفة خاصة ؛ أو عدده ، نحو : «سرت عشرين ميلا» ، فـ «عشرين» ظرف مكان لأنّه عدد للميل وهو مكان ؛ أو ما أضيف إليه إذا كان المضاف هو المضاف إليه في المعنى ، نحو : «سرت جميع الميل» ، فـ «جميع» مضاف إلى «الميل» ، وهو الميل في المعنى ؛ أو بعضه ، نحو : «سرت بعض الميل» ، فـ «بعض» مضاف إلى الميل ، وهو في المعنى جزء منه بشرط أن يكون في جواب «كم» ، نحو : «سرت عشرين ميلا» ، ألا ترى أنّ ذلك يصلح في جواب : كم سرت؟ أو في جواب «أين» ، نحو : «جلست خلفك» ، ألا ترى أنّ ذلك يصلح في جواب من قال : أين جلست؟
[٥ ـ الحال] :
والحال : وهو كلّ اسم منصوب على معنى «في» مفسّر لما أبهم من الهيئات ، نحو : «جاء زيد ضاحكا» ، ألا ترى أنّك لو لم تذكر «ضاحكا» ، لكانت هيئة زيد في وقت المجيء مبهمة. ومثال المؤكّدة : «قام زيد قائما» ، ألا ترى أنّ المعنى : قام زيد في حال أنّه قائم. ومعلوم من قولك : «قام زيد» بأنه قائم ، إلّا أنّك أتيت بـ «قائم» تأكيدا ، ومن ذلك قوله تعالى : (وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً) (١) ، ألا ترى أنّ المعنى : أرسلناك في حال أنّك رسول. ومعلوم من قوله تعالى : (أَرْسَلْناكَ) أنّه كان رسولا ، لكنه أكّد بذكر الرسول.
______________________
(١) النساء : ٧٩.