وما كتب له ثلثها وكذلك يتنزّل ما بعد ذلك إلى العشر.
[٣ ـ بدل المعرفة من المعرفة ، والنكرة من النكرة ، وبالعكس] :
والبدل لا يتبع المبدل منه في شيء مما كان يتبع فيه النعت المنعوت إلا في الإعراب خاصة ، فيجوز بدل المعرفة من المعرفة ، والنكرة من النكرة ، وبالعكس.
فمثال بدل المعرفة من المعرفة في بدل الشيء من الشيء : «ضربت زيدا أخاك».
ومثال النكرة من النكرة فيه : «ضربت رجلا صالحا».
ومثال بدل النكرة من المعرفة فيه : «ضربت زيدا رجلا صالحا».
ومثال بدل المعرفة من النكرة فيه : «ضربت رجلا زيدا».
ومثال بدل المعرفة من المعرفة في بدل البعض من الكل : «أكلت الرغيف ثلثه».
والنكرة من النكرة فيه : «أكلت رغيفا ثلثا منه» ، وبدل المعرفة من النكرة فيه : «أكلت رغيفا ثلثه» ، وبدل النكرة من المعرفة : «أكلت الرغيف ثلثا منه».
ومثال بدل المعرفة من المعرفة في بدل الاشتمال : «أعجبتني الجارية حسنها» ، والنكرة من النكرة فيه : «أعجبتني جارية حسن لها» ، والنكرة من المعرفة فيه : «أعجبتني الجارية حسن لها» ، والمعرفة من النكرة : «أعجبتني جارية حسنها»
ويشترط في بدل البعض من الكل وبدل الاشتمال أن يكون في الاسم الثاني ضمير يعود على المبدل منه ، ولا يأتي دون ضمير إلّا قليلا. فمن ذلك قوله تعالى : (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ) (١) ، ولم يقل ناره ، وأما قوله تعالى : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) (٢). فـ «من» بدل من «الناس» وحذف الضمير لفهم المعنى ، كأنه قال : من استطاع إليه سبيلا منهم. وذهب الكسائي إلى أنه يجوز أن تكون «من» شرطا ، والجواب محذوف ، فكأنه قال : فعليهم ذلك ، ورأى أنّ حذف جواب الشرط لفهم المعنى أحسن من حذف الضمير من البدل ، وهذا الذي ذهب إليه حسن جدا.
______________________
(١) البروج : ٤ ـ ٥.
(٢) آل عمران : ٩٧.