ومروان وأبناء أبيه الآخرون يلعبون بدين الله لعبة الصبيان بالدوّامة (١).
أو إيواؤه عبيد الله بن عمر لمّا قتل نفوساً أبرياء ولم يقتصّ منه ونقم عليه بذلك جلّ الصحابة ـ لو لم نقل كلّهم ـ ممّن يأبه به وبرأيه؟
أو تعطيله الحدّ على الوليد بن عقبة لرحمه وقرابته منه وقد شرب الخمر وقاء في محراب المسجد الأعظم بالكوفة ، حتى وقع التحاور والتحارش بين المسلمين ، واحتدم الحوار والمكالمة وتضاربوا بالنعال؟ مرّ في الجزء الثامن (ص ١٢٠ ـ ١٢٥).
أو تسليطه بني أُميّة رجال العيث والفساد أبناء الشجرة الملعونة في القرآن على رقاب الناس ونواميس الإسلام المقدّسة وتوطيده لهم الملك العضوض ، وتأسيسه بهم حكومة أمويّة غاشمة في الحواضر الإسلاميّة؟ كما فصّلنا القول فيه في الجزء الثامن (ص ٢٨٨ ـ ٢٩٢).
أو ردّه إلى المدينة وإيواؤه عمّه وأبناءه وكان قد طردهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تنزيهاً لتلك الأرض المقدّسة من أولئك الأدناس الأرجاس؟
أو تفويضه الصالح العام إلى مروان المهتوك ، وتطوّره في سياسة العباد بتقلّباته؟ كأنّ بيده مقاليد أُمور الأُمّة حتى قال له مولانا أمير المؤمنين : «أما رضيت من مروان ولا رضي منك إلاّ بتحويلك عن دينك وعقلك مثل جمل الظعينة يُقاد حيث يُسار به؟». وقال : «ما رضيت من مروان ولا رضي منك إلاّ بإفساد دينك وخديعتك عن عقلك ، وإنّي لأراه سيوردك ثمّ لا يُصدرك».
أو كتابه إلى وُلاته في قتل صلحاء الأمّة وحبسهم وتنكيلهم وتعذيبهم؟
أو تسييره عباد الله الصالحين من الصحابة الأوّلين والتابعين لهم بإحسان من
__________________
(١) لعبة من خشب يلفّ الصبيّ عليها خيطاً ثمّ ينفضه بسرعة فتدوم أي تدور على الأرض. وفي اللغة الدارجة : مرصع ، وشاخة. (المؤلف)