وجد فيه من المعاني الراقية والجمل الرائقة ، والفصول القيّمة ، فذكره في ملحق كتابه الفتنة الكبرى (١) (ص ٢٢٧ ـ ٢٣١) ذاهلاً عن أنّ الكتاب لم يرو إلاّ من طريق ابن أبي سبرة القرشي العامري المدني الوضّاع الكذّاب السابق ذكره في سلسلة الوضّاعين في الجزء الخامس ، قال الواقدي : كان كثير الحديث وليس بحجّة ، وقال صالح بن أحمد عن أبيه : كان يضع الحديث. وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه : ليس بشيء كان يضع الحديث ويكذب ، وعن ابن معين (٢) : ليس حديثه بشيء ، ضعيف الحديث ، وقال ابن المديني : كان ضعيفاً في الحديث ، وقال مرّة : كان منكر الحديث. وقال الجوزجاني : يضعف حديثه. وقال البخاري (٣) : ضعيف. وقال مرّة : منكر الحديث. وقال النسائي (٤) : متروك الحديث. وقال ابن عدي (٥) : عامّة ما يرويه غير محفوظ ، وهو في جملة من يضع الحديث. وقال ابن حبّان (٦) : كان ممّن يروي الموضوعات عن الثقات لا يجوز الاحتجاج به. وقال الحاكم أبو عبد الله : يروي الموضوعات عن الأثبات (٧).
نظرة في الكتب المذكورة :
لقد تضمّنت هذه الكتب أشياء هي كافية في إثارة عواطف المؤمنين على من كتبها ولو لم يكن له سابقة سوء غيرها. منها :
قوله عن المهاجرين والأنصار وليس في المدينة غيرهم : إنّ أهل المدينة قد
__________________
(١) المجموعة الكاملة لمؤلّفات طه حسين ـ الفتنة الكبرى ـ : مج ٤ / ٤٢١.
(٢) التاريخ : ٣ / ١٥٧ رقم ٦٥٩.
(٣) التاريخ الكبير : مج ٨ / ٩ رقم ٦٥ كتاب الكنى ٥٦.
(٤) كتاب الضعفاء والمتروكين : ص ٢٦٢ رقم ٦٩٧.
(٥) الكامل في ضعفاء الرجال : ٧ / ٢٩٧ رقم ٢٢٠٠.
(٦) كتاب المجروحين : ٣ / ١٤٧.
(٧) راجع : تاريخ الخطيب : ١٤ / ٣٦٧ ـ ٣٧٢ [رقم ٧٦٩٧] ، تهذيب التهذيب : ١٢ / ٢٧ [١٢ / ٣١]. (المؤلف)