أو قوله في كتابه إلى معاوية : إنّ أهل المدينة قد كفروا؟ أو قوله في كتاب آخر له : فهم كالأحزاب أيام الأحزاب أو من غزانا بأُحد؟ وهو يريد الأنصار الذين آووا ونصروا ، والمهاجرين الذين صدّقوا واتّبعوا ، وهم الذين يحسب أتباع الخليفة أنّ كلّهم عدول ، ولم يكن بينهم متخلّف عن النقمة عليه إلاّ ثلاثة أو أربعة حفظ التاريخ ترجمة حياتهم الموصومة.
أو قوله في كتابه إلى الأشتر وأصحابه : إنّي قد سيّرتكم إلى حمص ، فإنّكم لستم تألون الإسلام وأهله شرّا؟
أو قوله المائن على منبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ هؤلاء القوم من أهل مصر كان بلغهم عن إمامهم أمر فلمّا تيقّنوا أنّه باطل ما بلغهم عنه رجعوا إلى بلادهم؟ يقول ذلك بعد ما عهد على نفسه أن يعمل بالكتاب والسنّة ، وكتب بهذا كتاباً وشهد عليه أُمّة من الصحابة بعد ما اعترف بهناته بين الملأ أو أظهر الندامة منها وتاب عنها ولذلك كلّه رجع المصريّون وغيرهم من الثائرين عليه إلى بلادهم ، وكان يحنث عهده وينقض توبته بتلبيس أبالسته مروان ونظرائه ، فهل يفعل مثل هذا من تردّى بأبراد الحياء؟
أو مقارفته ليلة وفاة أُمّ كلثوم كريمة النبيّ الأقدس؟ وكان ذلك ممقوتاً جدّا لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حتى إنّه ألمح إليه بقوله : «هل فيكم من أحد لم يقارف الليلة؟» فمنعه بذلك عن دفن حليلته ، وألصق به هوان الأبد.
أو تربّعه على صهوة منبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لمّا استخلف؟ وكان أبو بكر يجلس دون مقامه صلىاللهعليهوآلهوسلم بمرقاة ثمّ عمر دونه بمرقاة ، وكان من حقّ عثمان الذي كان أشدّ حياءً من صاحبيه أن لا يطأ ذلك المرتقى ، وأن يتّبع ـ ولا أقلّ ـ سيرة الشيخين في الحياء والأدب ، لكنّه ....